فإن بعض أهل العلم حمل الآية على شرط واحد من أشراط الساعة، وهو طلوع الشمس من مغربها، وذكروا أن المراد بالذي يأتي في قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} هو طلوع الشمس من مغربها؛ إذ يسد باب التوبة حينئذ [1] وهذا يقع في الدنيا قبل يوم القيامة مع اتفاق علماء السلف على أن المراد بقوله تعالى: {تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} هو إتيان حقيقي للملائكة والرب سبحانه وتعالى، وذلك كائن يوم القيامة [2] .
واستدل من حمل الآية على طلوع الشمس من مغربها بأدلة، منها: ما روى أبو هريرة رضي الله عنه:"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها» ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - الآية" [3] ، ونقل ابن حجر (ت 852 هـ) أن هذا قول الجمهور [4] ، ورجحه أبو جعفر الطبري في تفسيره [5] .
(1) انظر: جامع البيان في تفسير القرآن (5/ 408 - 411) .
(2) انظر: المصدر السابق (5/ 404) .
(3) أخرجه البخاري كتاب تفسير القرآن باب:"لا ينفع نفسًا إيمانها" (4636) .
(4) انظر: فتح الباري (11/ 353) .
(5) انظر: جامع البيان في تفسير القرآن (5/ 411) وفتح الباري (11/ 353) .