أخبر الله سبحانه وتعالى عن عمل الدابة بعد خروجها بقوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} .
واختلف في المراد بقوله تعالى: {تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} .
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ,والحسن بن علي، رضي الله عنهما، وقتادة، رحمه الله، كما يروي عن علي، رضي الله عنه، أنهم قالوا: تكلمهم كلامًا؛ أي تخاطبهم مخاطبة [1] .
واستدل من قال: إنها تتكلم بكلام حقيقي منطوق بقراءة (تكلمهم) وهي قراءة الجمهور، وقراءة عامة قراء الأمصار بضم التاء وكسر اللام؛ من الكلام.
كما استدلوا بقراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه: (تنبئهم) وبقراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (تكلمهم بأن الناس) على أنه من الكلام.
وحكى يحيى بن سلام (ت 200 هـ) أنها في بعض القراءة (تحدثهم) [2] .
(1) انظر: جامع البيان في تفسير القرآن (20/ 11) والجامع لأحكام القرآن (13/ 178) وتفسير القرآن العظيم (3/ 2104) والدر المنثور (6/ 378) .
(2) انظر معاني القرآن (2/ 300) وجامع البيان في تفسير القرآن (20/ 11) والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (4/ 271) وزاد المسير في علم التفسير (6/ 193) والكشاف (3/ 160) وتفسير القرآن للسمعاني (4/ 115، 116) وفتح القدير (4/ 152) .