-صلى الله عليه وسلم - للذي رآه قد حلق بعض رأسه وترك بعضه؛ فنهاهم عن ذلك، وقال:"احلقوا كله أو ذروا كله" [1] ، وهذا يدل على أن اتخاذ الشعر ليس بعبادة، وإلا؛ لقال: أبقه، ولا تحلق منه شيئًا!
وهذه المسألة ينبغي التثبت فيها، ولا يحكم على شيء بأنه عبادة؛ إلا بدليل؛ لأن الأصل في العبادات المنع؛ إلا ما قام الدليل على مشروعيته.
* قوله:"واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار"؛ أي: ومن طريقة أهل السنة اتباع ... إلخ؛ فهي معطوفة على"اتباع الآثار".
* قوله:"السابقين"؛ يعني: إلى الأعمال الصالحة.
* وقوله:"الأولين"؛ يعني: من هذه الأمة.
* والمهاجرون: من هاجروا إلى المدينة.
* والأنصار: أهل المدينة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(1) رواه مسلم (2120) ؛ عن ابن عمر من طريق معمر عن أيوب عن نافع، ولم يسق لفظه. وهو عند عبد الرزاق في"مصنفه" (19564) ، وأبو داود (4195) ، والنسائي (8/ 130) ، وأحمد (2/ 88) ؛ بلفظ:"احلقوا كله أو ذروا كله".
قال الحميدي: وحكى أبو مسعود الدمشقي أن في رواية مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى غلامًا قد حلق بعض رأسه وترك بعض، فنهاهم عن ذلك وقال:"احلقوا كله أو ذروا كله"، انظر:"جامع الأصول" (4/ 753) .