الاستمرار لا بقوة الحقيقة، ... والتمسك بهذه التقاليد موت، والمتمسكون بها أموات، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفّار قبور، لكي يدفن أولاً هذه التقاليد، كمقدمة ضرورية لتحرره )) [انظر: الثابت والمتحول 3، صدمة الحداثة: ص 136 - 137] .
ويقول أدونيس في ديوانه: (( دماء، لا عاصمٌ، والنبيون ماتوا ) ). [الأعمال الشعرية لأدونيس 1/ 474] .
ويقول أدونيس: (( ها غزال التاريخ يفتح أحشائي، نهر العبيد يهدر، لم يبق نبي إلاّ تصعلك، لم يبق إله ... ، هاتوا فؤوسكم نحمل الله كشيخ يموت، نفتح للشمس طريقاً غير المآذن، للطفل كتاباً غير الملائك، للحالم عيناً غير المدينة، والكوفة هاتوا فؤوسكم ) ). [الأعمال الشعرية لأدونيس 2/ 266] .
إنني أعود فأقول: إن جوهر الإشكال يكمن في تحديد هويتنا الثقافية، والتي من خلالها نحاكم النصوص وننتقدها ثقافياً، فإن -تنازلنا- وعددنا الإسلام جزءاً من ثقافتنا، فستجد الطرح مختلف، والنتيجة مغايرة، وإلا فإنك ستجد: غيرة وتباكي على الحداثة، مقابل نظرة بعين جامدة وفاه فاغر إلى التطاول على الذات الإلهية، والسخرية بحرمات العقيدة وثوابت الثقافة الإسلامية، لا يتلوها تحريك ساكن، ولا تمعر وجه في ذات الله، وإن هذا لمظنة الهلاك!
(( إن المتأمل في المنظومات التعريفية الحداثية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، يجد أنها تنطوي على كامن فكري جوهري، بدايته إعلان استقلال الإنسان واكتفائه بذاته، ونهايته: الوصول إلى تأليهه! لتكون الخاتمة بالقضاء عليه،(فكرة موت المؤلف) (موت المبدع) (تفكيك الإنسان) ونحو ذلك )) [1] .
(1) من حوار مجلة"البيان"مع فضيلة الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، بخصوص"الاتجاهات الحداثية العربية الجديدة في الساحة النقدية"."مجلة البيان": العدد (208) ذو الحجة (1425هـ) . يناير/فبراير (2005م) .
تجده على الرابط: www.albayan-magazine.com/conversations/conv-33.htm