الصفحة 634 من 715

""""صفحة رقم 278""""

على هذا المعنى

فإن السلف الصالح نهوا عن مجالستهم ومكالمتهم وكلام مكالمهم وأغلظوا في ذلك وقد تقدم منه في الباب الثانى آثار جمة

ومن ذلك ما روى عن ابن مسعود قال من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مخالطة الشيطان ومجالسة أصحاب الأهواء فإن مجالستهم الصق من الجرب

وعن حميد الأعرج ثهى قدم غيلان مكة يجاور بها فأتى غيلان مجاهدا فقال يا أبا الحجاج بلغنى أنك تنهى الناس عنى وتذكرنى بلغك عنى شىء لا أقوله إنما أقول كذا فجاء بشىء لا ينكر فلما قام قال مجاهد لا تجالسوه فإنه قدرى

قال حميد - فإنه يوم في الطواف لحقنى غيلان خلفى يجذب ردائى فالتفت فقال كيف يقول مجاهد خرف وكذا فأخبرته فمشى معى فبصر بى مجاهد معه فأتيته فجعلت أكلمه فلا يرد على وأسأله فلا يجيبنى - فقال - فغدوت إليه فوجدته على تلك الحال فقلت يا أبا الحجاج ابلغك عنى شىء ما أحدثت حدثا مالى قال ألم أرك مع غيلان وقد نهيتكم أن تكلموه أو تجالسوه قال - قلت يا أبا الحجاج ما أنكرت قولك وما بدأته هو بدأنى

قال والله يا حميد لولا أنك عند مصدق ما نظرت لى في وجه منبسط ما عشت ولئن عدت لا تنظر لى في وجه منبسط ما عشت

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام