الصفحة 522 من 715

""""صفحة رقم 166""""

احدها الاختلاف في اصل النحلة

وهو قول جماعة من المفسرين منهم عطاء قال ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم قال - قال اليهود والنصارى والمجوس والحنيفية - وهم الذين رحم ربك - الحنيفية

خرجه ابن وهب وهو الذي يظهر لبادى الرأى في الآية المذكورة

واصل هذا الاختلاف هو في التوحيد والتوجه للواحد الحق سبحانه فإن الناس في عامة الأمر لم يختلفوا في ان لهم مدبرا يدبرهم وخالقا أوجدهم إلا انهم اختلفوا في تعيينه على آراء مختلفة من

قائل بالأثنين وبالخمسة وبالطبيعة أو بالدهر أو بالكواكب إلى أن قالوا بالآدميين وبالشجر وبالحجارة وما ينحتون بأيديهم

ومنهم من أقر بواجب الوجود الحق لكن على آراء مختلفة أيضا إلى أن بعث الله الأنبياء مبينين لأممهم حق ما اختلفوا فيه من باطله فعرفوا بالحق على ما ينبغى ونزهوا رب الأرباب عما لا يليق بجلاله من نسبة الشركاء والأنداد وإضافة الصاحبة والأولاد فأقر بذلك من أقر به وهم الداخلون تحت مقتضى قوله ) إلا من رحم ربك ( وأنكر من أنكر فصار إلى مقتضى قوله ) وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( وإنما دخل الأولون تحت وصف الرحمة لأنهم خرجوا عن وصف الاختلاف إلى وصف الوفاق والالفة وهو قوله ) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ( وهو منقول عن جماعة من المفسرين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام