الصفحة 509 من 715

""""صفحة رقم 153""""

بل المراد استحسان ينشأ عن الأدلة بدليل أن الصحابة رضى الله عنهم قصروا أحكامهم على اتباع الأدلة وفهم مقاصد الشرع

فالحاصل أن تعلق المبتدعة بمثل هذه الامور تعلق بما لا يغنيهم ولا ينفعهم البتة لكن ربما يتعلقون في آحاد بدعتهم بآحاد شبه ستذكر في مواضعها إن شاء الله ومنها ما قد مضى

فصل

فإن قيل أفليس في الأحاديث ما يدل على الرجوع إلى ما يقع في القلب ويجرى في النفس وإن لم يكن ثم دليل صريح على حكم من أحكام الشرع ولا غير صريح فقد جاء في الصحيح عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أنه كان يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمانينة والكذب ريبة

وخرج مسلم عن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال سألت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع الناس عليه وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما الإيمان قال إذا سرتك حسناتك وساءتك سيئاتك فأنت مؤمن

قال يا رسول الله فما الإثم قال إذا حاك شىء في صدرك فدعه وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول دع ما يريبك إلى مالا يريبك وعن وابصة رضى الله عنه قال سألت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن البر والإثم فقال يا وابصة استفت قلبك وأستفت نفسك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك وخرج البغوى في معجمه عن عبد الرحمن بن معاوية أن رجلا سأل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله ما يحل لى مما يحرم على فسكت رسول الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام