الصفحة 508 من 715

""""صفحة رقم 152""""

كتابا متشابها ) الآية وجاء في صحيح الحديث - خرجه مسلم _ ان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال في خطبته أما بعد فأحسن الحديث كتاب الله فيفتقر أصحاب الدليل ان يبينوا أن ميل الطباع أو أهواء النفوس مما أنزل إلينا فضلا عن أن يقول من أحسنه

وقوله تعالى ) الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ( الآية

يحتاج إلى بيان أن ميل النفوس يسمى قولا

وحينئذ ينظر إلى كونه أحسن القول كما تقدم وهذا كله فاسد

ثم إن نعارض هذا الاستحسان بأن عقولنا تميل إلى إبطاله وأنه ليس بحجة وإنما الحجة الأدلة الشرعية المتلقاة من الشرع

وأيضا فيلزم عليه استحسان العوام ومن ليس من اهل النظر إذا فرض ان الحكم يتبع مجرد ميل النفوس وهوى الطباع وذلك محال للعلم بان ذلك مضاد للشريعة فضلا عن أن يكون من أدلتهأ

واما الدليل الثاني فلا حجة فيه من أوجه

أحدها أن ظاهره يدل على أن ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن والأمة لا تجتمع على باطل

فاجتماعهم على حسن شىء يدل على حسنه شرعا لأن الإجماع يتضمن دليلا شرعيا فالحديث دليل عليكم لا لكم

والثاني أنه خبر واحد في مسالة قطعية فلا يسمع

والثالث إنه إذا لم يرد به أهل الإجماع وأريد بعضهم فيلزم عليه استحسان العوام وهو باطل بإجماع

لا يقال إن المراد استحسان أهل الاجتهاد لانا نقول هذا ترك للظاهر فيبطل الاستدلال

ثم إنه لا فائدة في اشتراط الاجتهاد لأن المستحسن بالفرض لا ينحصر في الأدلة فأى حاجة إلى اشتراط الاجتهاد

فإن قيل إنما يشترط حذرا من مخالفة الأدلة فإن العامى لا يعرفها

قيل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام