""""صفحة رقم 215""""
والطالبون لسلوك طريق الحق صدقا وإن سلك من بعدهم الف سنة لم يبلغ شأوهم ولم يبلغ هداهم
ثم إنه كما يكون المال شاغلا في الطريق عن بلوغ المراد فكذلك يكون فراغ اليد منه جملة شاغلا عنه
وليس الماضى أولى بالاعتبار من الآخر
فأنت ترى كيف جعل هذا النوع - الذي لم يوجد في السلف عهده - اصلا في سلوك الطريق
وهو - كما ترى - محدث فما ذلك إلا لأن الصوفية استحسنوه لأنه بلسان جميعهم ينطق
ومن ذلك أنهم يقولون إنه لا يصح للشيوخ التجاوز عن زلات المريديدن لأن ذلك تضييع لحقوق الله تعالى
وهذا الفقير العام يستنكر في الحكم الشرعى
الا ترى ما جاء في الحديث عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) من قوله اقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم وذلك فيما لم يكن حدا من حدود الله فلو كان العفو غير صحيح لكان مخالفا لهذا الدليل ولما جاء من فضل العفو وأيضا فإن الله يحب الرفق ويرضى به ويعين عليه ما لا يعين على العنف
ومن جملة الرفق شرعية التجاوز والإغضاء إذ العبد لا بد له من زلة وتقصير ولا معصوم إلا من عصمة الله