""""صفحة رقم 138""""
والآيات التي قرر فيها حال المشركين في اشراكهم اتى فيها بذكر الضلال لان حقيقته انه خروج عن الصراط المستقيم لانهم وضعوا آلهتهم لتقربهم إلى الله زلفى في زعمهم فقالوا ) ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى( فوضعوهم موضع من يتوسل به حتى عبدوهم من دون الله اذ كان اول وضعها فيما ذكر العلماء صورا لقوم يودونهم ويتبركون بهم ثم عبدت فأخذتها العرب من غيرها على ذلك القصد وهو الضلال المبين
وقال تعالى )لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد ( فزعموا في الاله الحق ما زعموا من الباطل بناء على دليل عندهم متشابه في نفس الامر حسبما ذكره اهل السير فتاهوا بالشبهة عن الحق لتركهم الواضحات وميلهم إلى المتشابهات كما اخبر الله تعالى في آية آل عمران فلذلك قال تعالى ) قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ( وهم النصارى ضلوا في عيسى عليه السلام ومن ثم قال تعالى بعد ذكر شواهد العبوديه في عيسى ) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ( وبعد ذكر دلائل التوحيد وتقديس الواحد تبارك وتعالى عن اتخاذ الولد وذكر اختلافهم في مقالاتهم الشنيعه قال ) لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين(
وذكر الله المنافقين وانهم يخادعون الله والذين آمنوا وذلك لكونهم يدخلون معهم في احوال التكاليف على كسل وتقية ان ذلك يخلصهم أو انه يغني عنهم شيئا وهم في الحقيقه إنما يخادعون انفسهم وهذا هو الضلال بعينه لأنه اذا كان يفعل شيئا يظن انه له فاذا هو عليه فليس على هدى من عمله ولا هو سالك على سبيله فلذلك قال )إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ( إلى قوله ) ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا (