الصفحة 122 من 715

""""صفحة رقم 137""""

عل حكم الله فلذلك قال تعالى ) ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ( لان ظاهر الآيه يدل على انها نزلت فيمن دخل في الاسلام لقوله ) ألم تر إلى الذين يزعمون( كذا إلى اخره

وجماعة من المفسرين قالوا انما نزلت في رجل من المنافقين أو في رجل من الأنصار

وقال سبحانه )ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ( فهم شرعوا شرعة وابتدعوا في ملة إبراهيم عليه السلام هذه البدعة توهما ان ذلك يقربهم من الله كما يقرب من الله ما جاء به إبراهيم عليه السلام من الحق فزلوا وافتروا على الله الكذب اذ زعموا ان هذا من ذلك وتاهوا في المشروع فلذلك قال الله تعالى على اثر الآية ) يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ( وقال سبحانه ) قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله ( فهذه فذلكة لجملة بعد تفصيل تقدم وهو قوله تعالى ) وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا( الآية

فهذا تشريع كالمذكور قبل هذا ثم قال )وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ( الآية وهو تشريع ايضا بالرأي مثل الاول ثم قال ) وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم ( إلى آخرها فحاصل الامر انهم قتلوا اولادهم بغير علم وحرموا ما اعطاهم الله من الرزق بالرأي على جهة التشريع فلذلك قال تعالى ) قد ضلوا وما كانوا مهتدين ( ثم قال تعالى بعد تعزيرهم على هذه المحرمات التي حرموها وهي ما في قوله ) قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين ( ) فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( لا يهدي يعني انه يضله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام