""""صفحة رقم 136""""
الحديث وقوله عليه السلام ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن آدم الاول كفل منها لأنه اول من سن القتل فسمى التقل سنة بالنسبة إلى من عمل به عملا يقتدى به فيه لكنه لا يسمى بدعة لأنه لم يوضع على ان يكون تشريعا ولا يسمى ضلالا لأنه ليس في طريق المشروع أو في مضاهاته له
وهذا تقرير واضح يشهد له الواقع في تسمية البدع ضلالات ويشهد له ايضا احوال من تقدم قبل الاسلام وفي زمان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فان الله تعالى قال ) وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ( فإن الكفار لما أمروا بالانفاق شحوا على اموالهم وارادوا ان يجعلوا لذلك الشح مخرجا فقالوا انطعم من لو يشاء الله اطعمه ومعلوم ان الله لو شاء لم يحوج احدا إلى أحد لكنه ابتلى عباده لينظر كيف يعملون فقص هواهم على هذا الاصل العظيم واتبعوا ما تشابه من الكتاب بالنسبة اليه فلذلك قيل لهم ) إن أنتم إلا في ضلال مبين(
وقال تعالى )ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ( فكأن هؤلاء قد أقروا بالتحكيم غير انهم ارادوا ان يكون التحكيم على وفق اغراضهم زيغا عن الحق وظنا منهم ان الجميع حكم وان ما يحكم به كعب بن الأشرف أو غيره مثل ما يحكم به النبي( صلى الله عليه وسلم ) وجهلوا ان حكم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هو حكم الله الذي لا يرد وان حكم غيره معه مردود ان لم يكن جاريا