الصفحة 120 من 715

""""صفحة رقم 135""""

الازليه التي لا مرد لها

قال تعالى ) يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ( وقال ) كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء( لكن انما ينساق لهم من الادلة المتشابه منها لا الواضح والقليل منها كالكثير وهو ادل الدليل على اتباع الهوى فإن المعظم والجمهور من الادلة اذا دل على امر بظاهره فهو الحق فان جاء على ما ظاهره الخلاف فهو النادر والقليل فكان من حق الظاهر رد القليل إلى الكثير والمتشابه إلى الواضح غير ان الهوى زاغ بمن اراد الله زيغه فهو في تيه من حيث يظن انه على الطريق بخلاف غير المبتدع فإنه انما جعل الهداية إلى الحق اول مطالبه وأخر هواه ان كان فجعله بالتبع فوجد جمهور الادلة ومعظم الكتاب واضحا في الطلب الذي بحث عنه فوجد الجاده وما شذ له عن ذلك فاما ان يرده اليه واما ان يكله إلى عالمه ولا يتكلف البحث عن تأويله

وفيصل القضية بينهما قوله تعالى )فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ( إلى قوله ) والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ( فلا يصح ان يسمى من هذه حاله مبتدعا ولا ضالا وان حصل في الخلاف أو خفى عليه

اما انه غير مبتدع فلأنه اتبع الادلة ملقيا إليها حكمة الانقياد باسطا يد الافتقار مؤخرا هواه ومقدما لأمر الله

واما كونه غير ضال فلأنه على الجادة سلك واليها لجأ فإن خرج عنها يوما فأخطأ فلا حرج عليه بل يكون مأجورا حسبما بينه الحديث الصحيح

اذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله اجر وان اصاب فله أجران وان خرج متعمدا فليس على ان يجعل خروجه طريقا مسلوكا له أو لغيره وشرعا يدان به

على انه اذا وقع الذنب موقع الاقتداء قد يسمى استنانا فيعامل معاملة من سنه كما جاء في الحديث

من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام