الصفحة 124 من 715

""""صفحة رقم 139""""

وقال تعالى حكاية عن الرجل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى ) أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ( معناه كيف اعبد من دون الله مالا يغني شيئا واترك افراد الرب الذي بيده الضر والنفع هذا خروج عن طريق إلى غير طريق ) إني إذا لفي ضلال مبين(

والأمثله في تقرر هذا الأصل كثيرة جميعها يشهد بأن الضلال في غالب الامر انما يستعمل في موضوع يزل صاحبه لشبهة تعرض له أو تقليد من عرضت له الشبهة فيتخذ ذلك الزلل شرعا ودينا يدين به مع وجود واضحة الطريق الحق ومحض الصواب

ولما لم يكن الكفر في والواقع مقتصرا على هذا الطريق بل ثم طريق آخر هو الكفر بعد العرفان عنادا أو ظلما ذكر الله تعالى الصنفين في السورة الجامعة وهي أم القرآن فقال )اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ( فهذه هي الحجه العظمى التي دعا الانبياء عليهم السلام اليها ثم قال ) غير المغضوب عليهم ولا الضالين ( فالمغضوب عليهم هم اليهود لأنهم كفروا بعد معرفتهم نبوة محمد( صلى الله عليه وسلم )

ألا ترى إلى قول الله فيهم ) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ( يعني اليهود والضالون هم النصارى لانهم ضلوا في الحجة في عيسى عليه السلام وعلى هذا التفسرين اكثر المفسر وهو مروي عن النبي( صلى الله عليه وسلم )

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام