وقال في الفتح أيضًا: قوله صلى الله عليه وسلم:"ثم يناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب"1 حمله بعض الأئمة على مجاز الحذف، أي"يأمر من ينادي"، فاستبعده من أثبت الصوت، بأن في قوله:"يسمعه من بعد"إشارة إلى أنه ليس من المخلوقات؛ لأنه لم يعهد مثل هذا فيهم, وبأن الملائكة إذا سمعوه صعقوا، وإذا سمع بعضهم بعضًا لم يصعقوا, قال: فعلى هذا, فصوته سبحانه وتعالى صفة من صفات ذاته، لا يشبه صوت غيره، إذ ليس يوجد شيء من صفاته في صفات المخلوقين, قال: وهكذا قرره المصنف -يعني البخاري- في كتابه خلق الافعال2. انتهى.
1 رواه البخاري في: صحيحه: باب قوله الله تعالى:"ولا تنفع الشفاعة عنده..الآية",
"الفتح:"453/13", وفي: خلق أفعال العباد:"صـ 13، 59"."
2 خلق أفعال العباد::صـ 59"."