يظن كل منهم أنه (المهدي) , وربما يخاطب أحدهم بذلك مرات متعددة, ويكون المخاطب له بذلك الشيطان, وهو يظن أنه خطاب من قبل الله, ويكون أحدهم اسمه أحمد بن إبراهيم, فيقال له محمد, وأحمد سواء, وإبراهيم الخليل هو جد رسول الله النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأبوك إبراهيم, فقد واطأ اسمك اسمه, واسم أبيك اسم أبيه, ومع هذا فهؤلاء مع ما وقع لهم من الجهل والغلط, كانوا خيرا من منتظر الرافضة, ويحصل بهم من النفع مالا يحصل بمنتظر الرافضة, ولم يحصل بهم من الضرر ما حصل بمنتظر الرافضة, بل ما حصل بمنتظر الرافضة من الضرر أكثر منه.
قال الرافضي: الثاني: أنا قد بينا أنه يجب في كل زمان إمام معصوم, ولا معصوم غير هؤلاء إجماعا
والجواب من وجوه:
أحدها: منع المقدمة الأولى كما تقدم
والثاني: منع طوائف لهم المقدمة الثانية
الثالث: أن هذا المعصوم الذي يدعونه في وقت ما له مُذْ وُلِدَ عندهم أكثر من أربعمائة وخمسين سنة, فإنه دخل السرداب عندهم سنة ستين ومائتين, وله خمس سنين عند بعضهم, وأقل من ذلك عند آخرين, ولم يظهر عنه شيء مما يفعله أقل الناس تأثيرا, مما يفعله آحاد الولاة والقضاة والعلماء, فضلا عما يفعله الإمام المعصوم, فأي منفعة للوجود في مثل هذا, لو كان موجودا, فكيف إذا كان معدوما, والذين آمنوا بهذا المعصوم أي لطف, وأي منفعة حصلت لهم به نفسه في دينهم أو دنياهم,