الصفحة 168 من 216

قال الدارقطني: هذا حديث غريب [من حديث قتادة عن سعيد بن المسيب عن عثمان, وهو غريب من حديث سليمان التيمي عن قتادة] , تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم [بهذا الإسناد, ولم نكتبه إلا عن شيخنا أبى اسحق. انتهى] (1)

256 -روى ابن ماجة (4039) عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يزداد الأمر إلا شدة, ولا الدنيا إلا إدبارا, ولا الناس إلا شحا, ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس, ولا مهدي إلا عيسى بن مريم» . (2)

(1) - الزيادة في كلام الدراقطني من ترتيب ابن طاهر لأطراف (الغرائب للدراقطني) , و (تاريخ دمشق) لابن عساكر

(2) - أخرجه أيضا الحاكم في (مستدركه) (4\ 441\8412) , والقضاعي في (مسند الشهاب) (898) , وأبو نعيم في (الحلية) (9\ 191) والداني في (سننه) (217و409و589) والخطيب في (تاريخ بغداد) (1\ 103)

قال الألباني رحمه الله: منكر,.وهذا إسناد ضعيف فيه علل ثلاث, الأولى عنعنة الحسن البصري, فإنه كان يدلس, والثانية جهالة محمد بن خالد الجندي, فإنه مجهول كما قال الحافظ في (التقريب) تبعا لغيره, الثالثة: الاختلاف في سنده.

(تنبيه) : وقوله في هذا الحديث (ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) هذه الجملة منه صحيحة ثابتة عنه من حديث عبدالله بن مسعود أخرجه مسلم وأحمد. اهـ بتصرف من (السلسلة الضعيفة) (77)

-وقال الشيخ أحمد الغماري في (إبراز الوهم المكنون) (ص154) : هو باطل موضوع, مختلق مصنوع, لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -, ولا من كلام أنس, ولا من كلام الحسن البصري. اهـ

-وقال الحافظ البيهقي في كتابه (بيان من أخطأ على الشافعي) (ص296) : حديث في المهدي أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن عيسى بن يزيد إذنه ابنا يونس بن عبد الأعلى (ح) وأبنا أبو عبد الله حدثني علي بن حمشاذ ثنا محمد بن اسحاق ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا محمد بن إدريس الشافعي أبنا محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي- صلى الله عليه وسلم: (قال لا يزداد الأمر إلا شدة, ولا الناس إلا شحا, ولا الدنيا إلا إدبارا, ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس, ولا مهدي إلا عيسى بن مريم)

هذا الحديث بهذا الإسناد مما أنكر على الشافعي, وقد أبنا أبو عبدالله الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه الدينوري ثنا طغران بن الحسين حدثني محمد بن علي بن إسحاق المرزوي بقرميسين ثنا عبيد الله بن محمد بن عيسى المرزوي سمعت أحمد بن سنان يقول:

(كنت عند يحي بن معين جالسا في مسجده, فدخل عليه صالح جزرة, وأقبل عليه يذاكره حتى ذكر الحسن عن أنس أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال:(لا مهدي إلا عيسى) قال: بلغني عن الشافعي أنه رواه والشافعي عندنا ثقة

-قال الشيخ: وهذا الحديث إن كان منكرا بهذا الإسناد, كان الحمل فيه على محمد بن خالد الجندي فانه شيخ مجهول, لم يعرف بما تثبت به عدالته, ويوجب قبول خبره, وقد رواه غير الشافعي عنه كما رواه الشافعي, وهو فيما أبنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي المزكي ببخارى من كتابه ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المهري بمصر حدثني أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي ثنا صامت بن معاذ ثنا يحيى بن الموطأ ثنا محمد بن خالد الجندي فذكره بإسناده نحوه ... ، وبإسناده قال: قال صامت بن معاذ: (عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء, فدخلت على محدث لهم فطلبت هذا الحديث, فوجدته عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله ... ، فإن كانت الرواية عن محمد بن خالد صحيحة, وقد رواه مرة أخرى بخلافها كان هذا تخليطا من جهته بروايته مرة هكذا ومرة هكذا, إلا إن في صحتها عنه نظر فإنه عن محدث مجهول، - قال الحافظ ابن حجر في(التهذيب) : قال البيهقي فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو منقطع والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا. قلت (أي الحافظ) : وذكر الذهبي أنه وقف على جزء عتيق فيه عن يونس حُدِّثْتُ عن الشافعي وذكر ابن عبد البر في ترجمة يزيد بن الهاد في التمهيد (23\ 29) :أن محمد بن خالد الجندي روى عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا (تعمل الرحال إلى أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجدي ومسجد الأقصى, ومسجد الجند) قال أبو عمر: محمد بن خالد والمثنى متروكان, ولا يثبت هذا الحديث, وقال أبو الفتح الأزدي في الضعفاء وذكر محمدا: وحديثه لا يتابع عليه, وإنما يحفظ عن الحسن مرسلا رواه جرير بن حازم عنه اهـ - (تتمة كلام الحافظ البيهقي في(بيان الخطإ) (ص301) :وقد روى هذا الحديث دون قوله (ولا مهدي إلا عيسى بن مريم) من أوجه منها: ما أبنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أخبرني أبو أحمد الحسين بن علي التميمي من كتابه ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الحسن أن معاوية- رضي الله عنه - قال: (ذات يوم سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأومى بيده إلى ظهره: بعثني الله والساعة, ولن يزداد الأمر إلا شدة, ولن يزداد الناس إلا شحا, ولن تقوم الساعة إلا على شرار الناس) أبنا أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني أبنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن يحي بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن قال: (رأيت أبا أمامة - رضي الله عنه - قام قال: فلقد قمت مقامي هذا, وما أنا بخطيب ولا أريد الخطبة, ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:(لا يزداد الأمر إلا شدة, ولا يزداد المال إلا إفاضة, ولا يزداد الناس إلا شحا, ولا تقوم الساعة إلا على شرار خلقه) تابعه معن بن عيسى عن معاوية بن صالح).اهـ

- (فائدة) : قال المزي في (تهذيب الكمال) (25\ 149) : روى الحافظ أبو القاسم في (تاريخ دمشق) بإسناده عن أحمد بن محمد بن رشدين قال حدثني أبو الحسن علي بن عبيد الله الواسطي قال: رأيت محمد بن إدريس الشافعي في المنام, فسمعته يقول: كذب علي يونس في حديث الجندي حديث الحسن عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المهدي, قال الشافعي: ما هذا من حديثي, ولا حدثت به كذب علي يونس. اهـ قال الحافظ ابن كثير في (النهاية) (ص27) : يونس من الثقاث, لا يطعن فيه بمجرد منام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام