فصل
في ذكر من ادعى المهدية أو ادعيت له عبر التاريخ الإسلامي
وقد حاول كثير من المدعين استغلال هذه العقيدة, فادعوا زورا وبهتانا أنهم «المهدي المنتظر» . الموعود به على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -,وقد اختلفت أغراضهم وأحوالهم في ذلك, فقد ادعاها بعضهم وغرضهم إفساد الدين, وإهلاك الحرث والنسل, وبعضهم ادعاها طلبا للملك والسلطان وحرصا على الدنيا, وبعضهم لُبِسَ عليه الأمر لخفة عقله, أو أَثَّر عليه اجتهاده في العبادة والزهد, وقد ادُعِيتَ المهدية لأناس لم يدعوها لأنفسهم, ادعاها لهم أتباعهم ومحبيهم والمغالين فيهم, وهذا سرد لأسماء من وقفت عليهم, ولا شك أن هناك آخرون لم تبلغنا أخبارهم أو فاتنا ذكرهم, والله الموفق:
1 -فأول من ادعيت له (المهدية) هو (أبو القاسم محمد بن علي بن أبى طالب العلوي الهاشمي) رحمه الله, المعروف (بابن الحنفية) , قال الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» . (4\ 111) :
كانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه, وتدعي إمامته, ولقبوه (بالمهدي) ,ويزعمون أنه لم يمت, قال الزبير بن بكار: سمته الشيعة (المهدي) , فأخبرني عمي مصعب قال: قال كثير عزة: هو (المهدي) , أخبرناه كعب أخو الأحبار في الحقب الخوالي, فقيل له: ألقيت كعبا؟ ,قال: قلته بالتوهم, وقال أيضا:
ألا أن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء
على والثلاثة من بنيه *** هم الأسباط بهم خفاء
فبسط إيمان وبر *** وسبط غيبته كربلاء