الصفحة 180 من 216

بقائه فليس هو من هذه الأمة

ولهذا يوجد كثير من الكذابين من الجن والأنس ممن يدعى أنه الخضر, ويظن من رآه أنه الخضر, وفي ذلك من الحكايات الصحيحة التي نعرفها ما يطول وصفها هنا, وكذلك المنتظر محمد بن الحسن فإن عددا كثيرا من الناس يدعى كل واحد منهم أنه محمد بن الحسن, منهم من يظهر ذلك لطائفة من الناس, ومنهم من يكتم ذلك ولا يظهره إلا للواحد, أو الاثنين, وما من هؤلاء إلا من يظهر كذبه, كما يظهر كذب من يدعى أنه الخضر

وقوله روى أن ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي, إسمه كاسمي, وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا, فذلك هو المهدي» .

فيقال الجواب من وجوه:

أحدها: أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة, فمثل هذا الحديث لا يفيدكم, وإن قلتم هو حجة على أهل السنة, فنذكر كلامهم فيه, الثاني: إن هذا من أخبار الآحاد, فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به, الثالث: أن لفظ الحديث حجة عليكم, لا لكم, فإن لفظه: «يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي» .

فالمهدي الذي أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه محمد بن عبد الله, لا محمد بن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام