ميمون القداح, وأدعوا أن ميمونا هذا هو من ولد محمد بن إسماعيل, وإلى ذلك انتسب الإسماعيلية, وهم ملاحدة في الباطن, خارجون عن جميع الملل, أكفر من الغالية كالنصيرية, ومذهبهم مركب من مذهب المجوس, والصابئة, والفلاسفة, مع إظهار التشيع, وجدهم رجل يهودي, كان ربيبا لرجل مجوسي, وقد كانت لهم دولة وأتباع, وقد صنف العلماء كتبا في كشف أسرارهم, وهناك أستارهم, مثل كتاب القاضي أبي بكر الباقلاني, والقاضي عبد الجبار الهمداني, وكتاب الغزالي, ونحوهم
وممن ادعى أنه المهدي ابن التومرت, الذي خرج أيضا بالمغرب, وسمى أصحابه الموحدين, وكان يقال له في خطبهم: الإمام المعصوم, والمهدي المعصوم, الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت جورا وظلما».
وهذا ادعى أنه من ولد الحسن, دون الحسين, فإنه لم يكن رافضيا, وكان له من الخبرة بالحديث ما ادعى به دعوى تطابق الحديث, وقد علم بالاضطرار أنه ليس هو الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم -, مثل عدة آخرين ادعوا ذلك, منهم من قتل, ومنهم من ادعى ذلك فيه أصحابه, وهؤلاء كثيرون لا يحصى عددهم إلا الله, وربما حصل بأحدهم نفع لقوم, وإن حصل به ضرر لآخرين, كما حصل بمهدي المغرب انتفع به طوائف, وتضرر به طوائف, وكان فيه ما يحمد, وإن كان فيه ما يذم, وبكل حال فهو وأمثاله خير من مهدي الرافضة, الذي ليس له عين ولا أثر, ولا يعرف له حس ولا خبر, لم ينتفع به أحد لا في الدنيا ولا في الدين, بل حصل باعتقاد وجوده من الشر والفساد مالا يحصيه إلا رب العباد وأعرف في زماننا غير واحد من المشايخ الذين فيهم زهد وعبادة,