تَبًّا لَهُ فَإِنَّه قَدْ جَعَلَا … للهِ مَا يَكْرَهُهُ وَافْتَعَلَا
تَقْدِيمَهَا مِنْهُ خَرَابُ ذِمَّهْ … وَأَخْذُكُمْ لَهَا سُقُوطُ هِمَّهْ
وَالثَّانِي خَصَّ أَقْرَعًا بِقَرْعَهْ … فَمَا تَرَى لَوْ خَصَّهُ بِصَرْعِهْ؟
وَلَا مِرَاءَ أَنَّ بَيْنَ الْمُهْدِي … وَ (شَيْخِنَا) تَوَاثُقًا بِعَهْدِ
وَصِلَةً أَنْفِيَّةً قَوِيَّهْ … قَدْ عَقَدَتْهَا الشَّمَّةُ الْغَوِيَّهْ
إِنَّ الْأُنُوفَ عِنْدَ هَؤُلَاءِ … وَثَائِقٌ بِالْحِلْفِ وَالْوَلَاءِ
تَرَاهُمُ إِنْ جَمَعَتْهُمْ حَضْرَهْ … تَفَاهَمُوا بِغَمْزَةٍ وَنَظْرَهْ
وَسَافَرَتْ بَيْنَهُمُ تِلْكَ الْعُلَبْ … وَبَذَلَتْ أَعْلَاقَهَا قَبْلَ الطَّلَبْ
وَكُلُّ شَمَّامٍ رَأَى شَمَّامَا … هَشَّ لَهُ مَهْتَبِلًا هَمَّامَا
كَالْأَصْفِيَاءِ حَفِظُوا الذِّمَامَا … وَتَرَكُوا الْإِغْبَابَ وَالْإِلْمَامَا
وَكُلَّمَا تَكَتَّمَ الشَّمَّامُ … فَعَرْفُهَا عَنْ حَالِهِ نَمَّامُ
وَمَا رَأَى النَّاسُ كِرَامًا غَيْرَهُمْ … فِي الْمَحْلِ مَارُوا الْمُعْوِزِينَ مَيْرَهُمْ
وَعِنْدَهُمْ مصْطَلَحَاتُ الصَّرْفِ … ظَاهِرَةً فِي فِعْلِهِمْ وَالظَّرْفِ
النَّقْلُ وَالتَّحْرِيكُ وَالتَّسْكِينُ … وَالْفَتْحُ وَالتَّشْدِيدُ وَالتَّمْكِينُ
وَالضَّمُّ وَالصِّحَّةُ وَالْإِعْلَالُ … وَالْحَذْفُ وَالتَّعْوِيضُ وَالْإِبْدَالُ
وَالْقَلْبُ وَالتَّرْخِيمُ وَالْإِدْغَامُ … وَالْفَكُّ وَالتَّخْفيفُ وَالْإِشْمَامُ
وَفِيهِم الْأُصُولُ وَالزَّوَائِدُ … وَعِنْدَهُمْ فِي شَمِّهَا عَوَائِدُ
أَمَّا الدُّخَانُ وَلَه أَسْمَاءُ … كُثْرٌ فَلَمْ تَأْتِ بِهَا السَّمَاءُ
وَهَلْ سَمِعْتَ مَا يَقولُ الرَّاوِي … فِي وَاحِدٍ مِنْهَا اسْمُهُ الطَّهْرَاوِي
الرَّئِيسُ: عَجِبْتُ مِنْ خُرْطُومِكَ الْأُشَمِّ … كَيْفَ حَرَمْتَهُ لَذِيذَ الشَمِّ
وَلَوْ غَدَا حَامِلُهُ مِنْ هَاشِمِ … كَانَ أَمِيرَ أُمَّةِ الْخَيَاشِمِ
وَلَوْ غَدَا حَامِلُهُ شَمَّامَا … كَانَ لَهمْ بِأَنْفِهِ إِمَامَا
لَوْ كُنْتَ فِي زُمْرَتِهِمْ دَخَلْتَا … كَرُمْتَ فِي النَّاسِ وَمَا بَخِلْتَا
وَإنَّ لِي فِيكَ اعْتِقَادًا جَازِمَا… أَقُولُهُ مُسْتَبْصِرًا وَجَازِمَا
الْجَلَّالِي: طُولُ الْعَرَانِينِ دَلِيلُ الشَّرَفِ … لَا تَنْتَحِلْ عِرْفَانَ مَا لَمْ تَعْرِفِ
أَجْدَادُنَا الْعُرْبُ بِهِ تَفَاخَرُوا … وَقَالَ فيهِ أَوَّلٌ وَآخِرُ
وَقَدْ يَتِيهُ الرَّجُلُ الْأُنَافِي … بِالْأَنْفِ لَا بِالْأَصْلِ مِنْ مَنَافِ
ولَيْسَ فِي الشَّمَّةِ مَا يَزِيدُ … إِلَّا ادِّعَاءً فِعْلُهُ مَزِيدُ
ثمَّ لَهَا بَعْدُ ذُنَانٌ قَذِرُ … كَأَنَّهُ مِنَ الرَّجِيعِ يَقْطُرُ