فهرس الكتاب
الصفحة 334 من 2179

ضَعِي عن قرنكِ الضَّافي خِمارًا … فقرنُ الشمس ليس له خِمار

(تلمسانُ) اكشِفي عن رائعاتٍ … من الآثار جَلَّلَها الغُبار

وبُقْيا عبقرياتٍ غِزارٍ … نمتها عبقرَّياتٌ غِزار

إلى (إدريس) (4) أو (زيان) (5) يومي … وُيومِضُ تحتها نورٌ ونارُ

(تلمسان) احْفَظي ذكرَ ازدهارٍ … لمُلْكٍ فيكِ كان له ازْدِهار

ففي هذا الثَّرَى الزَّاكي قديمًا … لنا ازدهرتْ حَضاراتٌ كِبار

وفي هذا الثَّرَى الزَّاكي قديمًا … تَفَشَّى العدلُ وانْتَشَرَ اليَسار

وفي هذا الثَّرَى الزَّاكي قديمًا … سما (مازيغُ) (6) واستعلى (نِزار)

عليك تآخَيَا أدَبًا ودينًا … وحولَكَ ضَمَّ شَمْلَهما الجِوار

هما حَمَيَا ذِمارَك بِالعوالي … قُرونًا فاحْتَمَى بهما الذِّمار

وحاصَرَ تُرْكَكِ الإسبانَ حينًا … فعادَ عليكِ بالأمن الحِصار

مضوا لم يتركُوا غير ادِّكارٍ … لَنَا في القلب لو يُجْدِي ادِّكار

فقل لِبَنيهمُ ابْنُوا من جديدٍ … بناءً لا يُهدِّدُهُ انهِيار

وصغْ لبني (تلمسانَ) التَّحايا … كطاقات يرِف بها العمار

ووفِّ بني (تلمسان) اعتبارًا … وأدنَى ما جَزيت به اعتِبار

لقد حَنَّت جوانحُنا إليهمْ … وسارت قَبْلَما سار القطار

أتَيْناهُمْ ضُحًى ولهم حُبُورٌ … وإشرافٌ وشوقٌ وانتظار

وسرنا بينهم جَنْبًا لجَنْبٍ … كمِثْل الزَّند يكْنُفُه السوار

يُكَبِّر حولنا منهم جهارًا … رجالٌ كل دعْوتهم جهار

ألم تَرَ صورةَ الأجْداد فيهمْ … عليها من ملامحهمْ إطار

فَقِفْ تَرَ غَرْسَهُمْ يَنْمو بِدارًا … بدارٍ نحوَها اشتدَّ البِدار

بها (دارُ الحديث) لها يُنَادي … وفيها (ابن الصَّلاح) له يُشار

وليس ابن الصَّلاح سوى (بشير) … لنا انتشرتْ معارفُه الكثار

حَمَى أكنافَها لله جُنْدٌ … وجُندُ الله ليس له انكسار

وجاءتْها المواكبُ خاشعاتٍ … عليها الطُّهر يَبْدو والوقارُ

4)اٍدريس الأصغر بن اٍدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب وقد كانت تلمسان ضمن المملكة الإدريسية في بعض الاْحيان.

5)زيان: جدّ ملوك تلمسان الزيانيين، وقد بقيت بقاياهم إلى ما بعد المائة العاشرة للهجرة وهم من بني عبد الواد، قبيلة من زناتة.

6)مازيغ: أحد الأجداد الذين يرجع إليهم معظم القبائل البربرية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام