ومن الأمثلة في هذا: (الأُذُن) لله - تعالى - فهذه مما يجب التوقف فيها، فلا تنفى ولا تثبت، لأنه ليس عندنا ما يدل على إثباتها نصًا ولا لزومًا ولا تضمنًا [1] .
وأما ما أحدثه المتكلمون من العبارات المحدثة التي أضافوها لله , فهذه فيها التفصيل الذي ذكر الشيخ , مثل: الجسم، والجهة، والحيز، والمتحيز، والمركب؛ فهذه ألفاظ مبتدعة وجمهورهم يقولون: إن الله ليس بجسم، ولا في جهة، وليس بمركب , فيقال: هذه الألفاظ:
أولًا: محدثة لم يأتِ في الكتاب ولا في السنة النص على إثباتها ولا نفيها.
وثانيًا: هي ألفاظ مجملة تحتمل حقًا وباطلًا.
ولهذا الواجب أن يستفصل ممن تكلم بها ويسأل عن مراده:
1 -فإن أراد حقًا قبل.
2 -وإن أراد باطلًا رد.
3 -وإن أراد حقًا وباطلًا مُيَّز، فقبل الحق ورد الباطل.
فالجسم له معان , فله معنًى في اللغة ومعاني اصطلاحية كلامية , فإذا قال قائل: الله - تعالى - ليس بجسم.
قلنا: ما تريد بالجسم؟
فإن قال: الجسم هو الذي تقوم به الصفات , لأن ما قامت به الصفات فهو جسم.
نقول: هذا باطل؛ فالله - تعالى - تقوم به الصفات , فلا يجوز نفي الجسم بهذا المعنى.
(1) شرح الرسالة التدمرية (395) .