فهرس الكتاب
الصفحة 95 من 209

ومن الأمثلة في هذا: (الأُذُن) لله - تعالى - فهذه مما يجب التوقف فيها، فلا تنفى ولا تثبت، لأنه ليس عندنا ما يدل على إثباتها نصًا ولا لزومًا ولا تضمنًا [1] .

وأما ما أحدثه المتكلمون من العبارات المحدثة التي أضافوها لله , فهذه فيها التفصيل الذي ذكر الشيخ , مثل: الجسم، والجهة، والحيز، والمتحيز، والمركب؛ فهذه ألفاظ مبتدعة وجمهورهم يقولون: إن الله ليس بجسم، ولا في جهة، وليس بمركب , فيقال: هذه الألفاظ:

أولًا: محدثة لم يأتِ في الكتاب ولا في السنة النص على إثباتها ولا نفيها.

وثانيًا: هي ألفاظ مجملة تحتمل حقًا وباطلًا.

ولهذا الواجب أن يستفصل ممن تكلم بها ويسأل عن مراده:

1 -فإن أراد حقًا قبل.

2 -وإن أراد باطلًا رد.

3 -وإن أراد حقًا وباطلًا مُيَّز، فقبل الحق ورد الباطل.

فالجسم له معان , فله معنًى في اللغة ومعاني اصطلاحية كلامية , فإذا قال قائل: الله - تعالى - ليس بجسم.

قلنا: ما تريد بالجسم؟

فإن قال: الجسم هو الذي تقوم به الصفات , لأن ما قامت به الصفات فهو جسم.

نقول: هذا باطل؛ فالله - تعالى - تقوم به الصفات , فلا يجوز نفي الجسم بهذا المعنى.

(1) شرح الرسالة التدمرية (395) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام