سبيل الإطلاق، وإنما ذكرها في مقابلة مَنْ يعاملونه ورسله بمثلها، كقوله تعالى:"وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" [الأنفال: 30] ، وقوله:"إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً" [الطارق: 15، 16] ، وقوله:"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" [القلم: 44، 45] ، وقوله:"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ" [النساء: 142] ، وقوله:"قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ" [البقرة: 14، 15] .
ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى:"وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [الأنفال: 71] ، فقال:"فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ"، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذَمٍّ مطلقًا.
وبذا عُرِفَ أَنَّ قولَ بعض العوام:"خان الله مَنْ يخون"منكرٌ فاحشٌ، يجب النهي عنه.
التعليق
لما ذكر الشيخ - رحمه الله - القواعد المتعلقة بالأسماء الحسنى، وذكر ما رآه مِنْ عَدِّ الأسماء الحسنى = أتبعَ ذلك بذكر قواعد في الصفات، وبَيْنَ الأسماء والصفات ارتباط ظاهر؛ كما تقدم أَنَّ كل اسم متضمن لصفة من صفات الله، لكن ليس كل صفة مستلزمة لإثبات اسم [1] , فلا يشتق لله من كل صفة اسمًا يكون عَلَمًا عليه ويُدْعَا به.
والشيخ يذكر هنا: أن جميع صفات الله صفات كمال - وهذا حق -، دل على ذلك: السمع، والعقل، والفطرة.
(1) في صفحة رقم (... 41 ...) .