والمحسن؛ قد ورد في بعض الأحاديث [1] , وهو من جنس المنعم , فالمحسن مطلقًا هو الله - تعالى - , فهو المنعم بجميع النعم، وهو المحسن إلى عباده بكل أنواع الإحسان.
وبهذا الاعتبار تكون الأسماء كثيرة جدًا فيدخل في ذلك الرفيق"إن الله رفيق" [2] ، والجميل [3] ، والمسعر:"إن الله هو المسعر، القابض،"
(1) جاء ذكر المحسن في أربعة أحاديث:
الأول: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:"إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسنٌ يحب المحسنين".
أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 52) ، وابن عدي في الكامل (6/ 133) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 76 وَ 7/ 38) .
الحديث الثاني: عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنتين، قال:"إن الله محسن، يحب الإحسان إلى كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتل ...".
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8603) ، وإسماعيل القاضي في جزء أحاديث أيوب (رقم 36) وقال: إسناده كلهم ثقات ما عدا الحماني.
الحديث الثالث: عن ثوبان - رضي الله عنه - مرفوعًا بمثل حديث شداد.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2689) .
الحديث الرابع: عن سمرة - رضي الله عنه - مرفوعًا:"إن الله - عز وجل - محسنٌ؛ فأحسنوا ...".
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 426) .
وانظر: العلل لابن أبي حاتم (4/ 518 / مسألة: 1609) ، والإرواء (7/ 293) ، والصحيحة (470) .
وقد عدَّ (المحسن) من أسماء الله: القرطبي، وابن القيم، وابن عثيمين - رحمهم الله -.
انظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (165) ، والفوائد العلمية من الدروس البازية (2/ 20) .
(2) أخرجه البخاري (6927) وفي مواضع أُخَر، ومسلم (2593) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(3) لحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر". قال رجل: إنَّ الرجلَ يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنةً. قال:"إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس". أخرجه مسلم في صحيحه (91) .
وانظر لبيان معاني هذا الحديث: الفوائد، لابن قيم الجوزية (264 وما بعدها) ، وقال في (271) : والمقصود: أنَّ هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين؛ فأوَّلُهُ معرفة، وآخره سلوك؛ فيعرف الله - سبحانه - بالجمال الذي لا يماثله فيه شيءٌ، ويعبد بالجمال الذي يُحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق ...