هو مُبَلِّغٌ عن الله شرعَه ودينَه بايعهم , فَيَدُهُ فوق أيديهم وهو رسول الله، وبيعتهم له بيعة لله؛ فكأن يد الله - سبحانه وتعالى - فوق أيديهم، وإذا كان الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وَقَبَّلَهُ فكأنما صافح الله وَقَبَّلَ يمينه، فَيَدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى بهذا من الحجر الأسود.
قال ابن جرير - رحمه الله تعالى:(وفي قوله:"يد الله فوق أيديهم" [الفتح: 10] وجهان من التأويل:
أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
والآخر: قوة الله فوق قوتهم في نصرة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأنهم إنما بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نصرته على العدو) [1] .
والمعنى الأول الذي ذكره الطبري قريب من كلام ابن القيم، والكلام الذي قاله ابن القيم في الآية هو أقرب ما يكون.
فقوله:"يد الله فوق أيديهم" [الفتح: 10] ترشيح لقوله:"إنما يبايعون الله" [الفتح: 10] يعني: تأكيد، فلما قال:"إنما يبايعون الله"أكد ذلك بقوله:"يد الله فوق أيديهم"فمن بايع الرسول فكأنما بايع الله يعني: بيده.
(1) تفسير الطبري (21/ 254) .