فهرس الكتاب
الصفحة 162 من 209

تجري بمرأى منا وبكلأتنا وحفظنا يراها - سبحانه وتعالى - , ففيها إثبات الرؤية، ولكن - أيضًا - فيها إثبات العينين لله , فإذا قال المفسرون من أهل السنة تجري بأعيننا يعني بمرأى منا , تجري والله يراها = لم يكن هذا تأويلًا , مثل:"واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" [الطور: 48] يعني: وأنت بمرأى منا , كقوله:"وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين" [الشعراء: 217 - 219] , فالآية لا تحتمل إلا هذا.

أما المعنى الآخر فليس محتملًا أبدًا؛ فلا يصح أن يقال: إِنَّ ظاهرها هو المعنى الفاسد , وإن تفسيرها بالمعنى الذي قاله أهل السنة تأويل وإخراج للفظ عن ظاهره , كلا أبدًا , اللفظ لا يحتمل إلا هذا , ولكن كما قلت: إن فيها هذا المعنى وفيها إثبات العين , وإذا قال مفسروا أهل السنة"تجري بأعيننا"يعني بكلأتنا وبمرأى منا فليس هذا تفسير للعين , هذا تفسير للجملة وبيان لمضمون الكلام , ففيها إثبات العينين لله وإثبات الرؤية , والباء في قوله:"تجري بأعيننا"للمصاحبة أي بمرأى منا؛ فالباء هنا ليست سببية , وإنما للمصاحبة يعني: تجري والله يراها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام