الصفحة 86 من 136

فيه هكذا يقول ويقول ايضاً لم تكون في معادي آخذاً بيدي وإلا فقل يازلة القدم فكل هذا من الكفر عافانا الله وإياكم من ذلك.

ولم يجعل لله شيء والعياذ بالله وكما تقدم أيضاً يعني أن بعضهم قال لا تدخل مصر ذرة إلا بإذن من البدوي فالمشركين السابقين ما وصلوا إلى هذه الدرجة فمن الأشياء التي زاد فيها شرك المشركين المتأخرين هو الإشراك فالربوبية وكما تقدم أن المشركين السابقين وقعوا في شيء من الإشراك في الربوبية لكن المتأخرين زادوا عليهم بل وصل بهم الأمر أنهم يقدمون من يدعونهم على الله والعياذ بالله حتى أن بعضهم إذا استخلفته في شيء وهو كاذب لا يمكن أن يحلف بالصالحين أو بمن يزعم صالحين وليسوا بصالحين لا يمكن أن يحلف بهم لكن مستعد أن يحلف بالله يخشى أن يحلف بالصالحين أو العياذ بالله لكنه مستعد أن يحلف بالله وهو كاذب فلا شك أن هذا والعياذ بالله جعل المدعو من دون الله جعله أعظم من الله والعياذ بالله فهذا كفر بالله ما بعده كفر والعياذ بالله إذا تحققت أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح عقولاً وأخف شركاً من هؤلاء فلا شك أنهم أحسن عقول وأقل شرك من شرك المتأخرين فأعلم أن لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرنا وهي من أعظم شبههم فأصغي بسمعك لجوابها وهي أنهم يقولون إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك فالجواب أنه لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام كما قال تعالى (فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) فلابد من قبول جميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فلا شك أن الذي ينكر البعث لا شك في كفره كما أن الشخص الذي يدعو مع الله أحداً سواه في ما هو من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام