في الرخاء واما في الضر والشدة فلم يدعون إلا الله وحده لا شريك له وينسون ساداتهم تبين له الفرق بين الشرك في زماننا والشرك الأولين ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً راسخاً والله المستعان الأمر الثاني: أن الأولين يدعون مع الله اناس مقربين عند الله أما الأنبياء وإما أولياء وإما ملائكة ويدعون اشجاراً وأحجاراً مطيعة لله وليست عاصية وأهل زماننا يدعون مع الله اناس من أفسق الناس والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك أو الذي لا يعصى مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به فهذا هو الأمر الثاني الذي يزاد به المشركين المتأخرين على شرك المشركين الأولين وهو أن المشركين الأولين ممن يدعون اناس صالحين كالملائكة والأنبياء والأولياء كاللات مثلاً واما ان يدعون أحجار وأشجار هي مطيعة لله سبحانه وتعالى كما قال تعالى (وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) بخلاف شرك المشركين الآن يدعون والعياذ بالله أكفر الناس وأضل الناس وأفسق الناس وأفجر الناس ويزعمون أنهم هم الأولياء والصالحين وكما ذكرت في درس سابق أن ممن يعبد الآن هو أبو الحسن الشاذلي وهذا الشخص حكى عنه انه يقول لولا أن الشريعة جاء على لساني لأخبرتكم بما في رد إلى قيام الساعة فزعم والعياذ بالله أنه يعلم الغيب مع الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً بل يعبدون ابن عرب الحاتمي الطائي الأندلسي محمد بن علي الذي هو من أكفر الناس وأضلهم الذي قال اعتقد الناس في الخلاف عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوا هكذا يقول والعياذ بالله ويقول أيضاً ما الموج إلا البحر لا شيء غيره وان فرقته كسرت المتعدد يعني ان كل من ترف هو الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فأصحاب وحدة الوجود وعلى رأسهم بن عربي الحاتمي الذي يقول والعياذ بالله إنما كل ما ترى أمامك فهوا الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ويقول من دعا الأصنام والأوثان والأحجار فالحقيقة إنما هو يدعو الله سبحانه وتعالى ويقول إن هارون أخطأ عندما أنكر على قومه