أن من أخلص لله عز وجل في الشدة وأشرك في الرخاء هذا أخف من الشخص الذي يشرك في الأمرين كلاهما شرك وباطل لكن من أشرك في الرخاء ووحد في الشدة أحق ممن أشرك في الشدة والرخاء بل كما ذكرت أن هؤلاء يزيدون شركاً على شركهم في الشدة وكما ذكر صديق حسن خان رحمه الله تعالى في كتابه تحفة الصديق إلى بلاد والله نسيت ولكن في رسالته التي كتب فيها رحلته من بلده إلى مكه وعندما ركبوا في البحر من اليمن قاصدين جده جاءت لهم رياح وخافوا من الغرق قال أحد الناس ينادون الأيدروس الأيدوس وكذا وكذا قال حتى خشيت أن الله عز وجل يغرقنا بذلك فذكر علم أنهم في حالة الشدة. أخذوا ينادون سوى الله ويدعون غير الله في حالة الشدة ولا شك أن هذا أمر عظيم لأن المشركين أعقل منهم وأفهم منهم وأقرب منهم لأن المشركين في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام أقرب منهم فهم في حالة الشدة يدعون هؤلاء ويلجأون إلى الله في حالة الشدة يخلاف هؤلاء فإنهم في حالة الشدة يتركون الله والعياذ بالله ويلجأوون إلى المخلوقين من دون الله سبحانه وتعالى فيكون هذا الأمر فيه أمرين يكون الأمر الأول فيه أمرين يزيد المتأخرين على الأولين بأمرين الأول أنهم يشركون في الرخاء والشدة والأمر الثاني أنهم يزدادون شركاً والعياذ بالله في حالة الشدة ويدعون ويتركون دعاء الله سبحانه وتعالى في حالة الشدة فهذين الأمرين في الأمر الأول وقوله أيضاً (قل أرايتم إن أتاكم عذاب الله أو آتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين) (بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه انشاء وتنسون ما تشركون) وقوله (إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً .. إلى قوله قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار) وقوله (وإذا غشيهم موج كالظل دعوا الله مخلصين له الدين إلى آخر الآية) فالمشركين الأولين كانوا يخلصون لله عز وجل في الشدة بخلاف هؤلاء نسأل الله العافية والسلامة قال فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون الله ويدعون غيره