من إله) ففرق بين النوعين وجعل كل منهما كفر مستقلاً وقال تعالى (وجعلوا لله شركاء الجن وفرقوا له بنين وبنات بغير علم) ففرق بين كفرين والدليل على هذا ايضاً أن الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلاً صالحاً لم يجعلوه ابن الله والذين كفروا بعبداة الجن لم يجعلوه ابن الله وكذلك وكذلك ايضاً جميع العلماء في المذاهب الأربعة يذكرون في باب حكم المرتد أن المسلم إذا زعم أن لله ولداً فهو مرتد ويفرقون بين النوعين وهذا بغاية الوضوح نعم هذا من شبهاتهم يقول أن المشركين الذين كفرهم الله عز وجل إنما كفرهم بأن جعلوا الملائكة بنات الله وجعلوا عزيز بن الله وجعلوا أيضاً عيسى ابناً لله فبذلك كفروا نقول لا ان هذا كفر ايضاً وكذلك أيضاً من دعا غير الله فقد كفر وكما ذكرنا فيما سبق ان الله عز وجل قال (ومن ضل ممن يدعوا من دون الله) فالله عز وجل لم أجعل أحداً ضل ممن دعا سوى الله فيما لا يستطع عليه إلا الله سبحانه وتعالى وكما قال تعالى (له دعوة الحق) وكما قال تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) فتبين بهذه النصوص القرآنية كذب هؤلاء وان الله عز وجل كفر المشركين بأشياء كثيرة منها أنهم جعلوا وسائط بينهم وبين الله ومنها انهم نسبوا الولد لله وهكذا قال فإذا عرفت أن هذا الذي يسميه ا لمشركون في زماننا هذا الاعتقاد هو الشرك الذي أنزل فيه القرآن وقاتل الرسول صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم أن الشرك الأول أخف من شرك أهل زماننا بأمرين أولهم أن الأولين يشركون ولا يدعون الملائكة والأولياء أو [ ... ] مع الله إلا في الرخاء وأما في الشدة فيخلصون لله الدين كما قال تعالى (وإذا مسكن الضر في ال .. ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الانسان كفوراً) فهذه هي المسألة الأولى التي زاد فيها شرك المشركين الآن عن المشركين السابقين أن المشركين الأولين كانوا يشركون في الرخاء واما في الشدة فيخصلون لله سبحانه وتعالى واما شرك الناس اليوم فهم يشركون في الرخاء والشدة بل والعياذ بالله في الشدة مشركون أكبر ويبدأون يدعون الأموات والصالحين والملائكة وما شابه ذلك فلا شك