الصفحة 60 من 136

على الكفار والمشركين ولعل الأمر كما قال المجاهد والصدى فرحوا بما عندهم من الجهل الذي ظنوه من العلم فاعتقدوا أن هذا علماً ففرحوا بهذا نعم ثم قال رحمه الله تعالى إذا عرفت ذلك وعرفت أن الطريق إلى الله لابد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم والحجج فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير بك سلاحاً تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) ولكن إذا أقبلت على الله وأصريت إلى حججه وبيناته فلا تخف إن كيد الشيطان كان ضعيفاً والعامي من الموحدين يغلب ألف من هؤلاء المشركين قال تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان هما غالبون بالسيف والسنان وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح كما تقدم لابد من سلاح وهذا السلاح هو السلاح المعنوي وكذلك أيضاً يكمل هذا السلاح المعنوي بالسلاح الحسي فكما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال) جاهدوا المشركين بألسنتكم وبأيديكم وبسيوفكم) فمجاهدة المشركين أما أن نكون بالجهاد الحسن وأما أن تكون بالجهاد المعنوي والجهاد المعنوي هو العلم والحجج والبيان وأما الجهاد الحسي فهو الذي يكون بالسيف والسنان قال وقد من الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله الله تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين فلا يأت صاحب باطل بحجة إلا في القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها كما قال تعالى (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) قال بعض المفسرين هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة فالله عز وجل نصر عباده الذي ساروا على ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وكما قال تعالى (إن لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحيواة الدنيا وفي الآخرة لكن على العباد أن ينصروه ونصرة العباد لله سبحانه وتعالى بالإستقامة على شرعه وأيضاً الله عز

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام