من الأشياء الكفريه أو الشركية عافانا الله وإياكم من ذلك فنحن بأمس الحاجة إلى أن نتعلم هذا التوحيد الذي فيه نجاتنا وأن ندعوا الناس إليه نعم قال فحين يعظم حرصك وخوفك على ما ي ... هنا هذا وأمثاله وأعلم أنه سبحانه لم يبعث من حكمته نبياً بالتوحيد إلا جعل له أعداء كما قال تعالى (وكذلك جعلنا لك نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً) قال: وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) وهذا كما تقدم أن الشخص لابد أن يتسلح بسلاح العلم ولا يمكن يبين للناس أن يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد إلا أن يتعلم ما جاء في كتاب الله وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف رحمه الله تعالى [إذا عرفت ذلك وعرفت أن الطريق إلى الله] [جواب أهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل] .
كما تقدم أن الطريق الذي يقرب الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى لابد فيه من علم ومن إيمان وأنه لا ينفع العلم بلا إيمان كما أنه لا ينفع الإيمان بلا علم ثم قال كما قال تعالى (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) أي أن الكفار والمشركين عندما جاءتهم أنبياءهم ورسلهم بالبينات و الحجج الظاهرة والأدلة الواضحة من الله سبحانه وتعالى فرحوا بما عندهم من العلم وهذا العلم فسر بمعنيين بل بثلاثة أما الأول كما قال مجاهد فرحوا بما عندهم من العلم أي قالوا نحن أعلم منكم بأننا لن نبعث ولن نحاسب وقال [الصدري] فرحوا بما عندهم من العلم أي بما عندهم من الجهل بجهالتهم التي ظنوها علماً وذكر قول ثالثاً في تفسير هذه الآية وهي (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) ذكر أن الله عز وجل أخبر رسل بأنه سوف يهلك المكذبين وينجي المؤمنين وأن هذا العلم الذي أخبر الله عز وجل به رسله وهذا القول ذكره القرطبي وهو في الحقيقة قول لا يصح لأن سياق الآية لا يدل عليه أبداً وإنما سياق الآية في الكفار والمشركين الذين فرحوا بما عندهم من العلم وأن هذا عائد