وان يكون على أشد الحذر والحيطة من أن يقع شيء من المكفرات التي تخرجه عن دين الإسلام وبالفعل ان في قصة أصحاب موسى عبرة لمن أراد أن يعتبر بعد أن نجاهم الله عز وجل من فرعون وقومه ومروا على أناس يعكفون على أصنام لهم قالوا اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وهم أصحاب موسى عليه السلام فإذا غيرهم من باب أولى بل أن الخليل إبراهيم عليه السلام يقول (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) لماذا _ (رب أنهن أضللنا كثيراً من الناس) فإبراهيم الخليل الذي كسر الأصنام يحكى الله عز وجل عنه بأنه دعا ربه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام لأنها أضلت كثيراً من الناس وكما تقدم أن الله عز وجل يقول لرسوله عليه الصلاة والسلام (فاعلم أنه لا إله إلا الله) وهو ما بعث إلا بهذه الكلمة العظيمة هو ما بعث إلا بلا إله إلا الله ومع الرب عز وجل يؤكد عليه ويقول له (فاعلم أنه لا إله إلا الله) ويقول له أيضاً (ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) فما أوحى الله عز وجل له وللأنبياء الذين كانوا من قبله أنهم لو أشركوا لحبط عملهم فغيرهم لا شك من باب أولى بل أفضل العصور التي مرت على البشرية لم تخلوا من الشرك ألا وهو عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كما تقدم في حديث قتيلة بن صيفى وحديث الحذيفة بن اليمان وحديث الطفيل بن صخبرة وهي في السنن أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لبعض الصحابة إنكم تشركون وهم صحابته عليه الصلاة والسلام فتقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فلا تقولوا ما شاء الله وشئت بل قولوا ما شاء الله ثم شئت ولا تقولوا والكعبة بل قولوا ورب الكعبة وكما تقدم أيضاً في جامع الترمذي وغيره من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن سنان بن أبي سنان عن بن واقد الليثي إن بعض الصحابة الذين كانوا حديثي عهدهم بالإسلام قالوا أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال الرسول عليه الصلاة والسلام الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بني إسرائيل لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وكذلك أيضاً في حديث الثوري عن الأجلح الكندي عن يزيد بن