والمميت نقول هذا القول باطل كما تقدم وأن المشركين لو سألتهم من خلقهم ليقولون الله ولو أنهم سألتهم من ينزل من السماء المطر ليقولون الله ولو سألتهم من بيده ملكوت كل شيء ليقولون الله ولئن سألتهم من يرزقهم ومن يحييهم ويميتهم ليقولون الله المشركين كانوا بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت والضار والنافع ومع ذلك هذا ما جعلهم موحدين لأنهم كانوا يجعلون بينهم وبين الله عز وجل وسائط كما تقدم شرحه وكما سوف يأتي بمشيئة الله لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر هم فأنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك وإنما يعنون بالله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد وذكرت في السابق إن مما تميز به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أنه يضرب أمثلة من الواقع حتى يقرب المعنى للناس ويبينه وذكرنا إن هذه هي طريقة القرآن والسنة وأن الله عز وجل يضرب الأمثال للناس فالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله صار على هذه الطريقة وهذا المنهج وهكذا ينبغي الداعي على الله يصير على هذه الطريقة وهذا المنهج وإنما يعنون بالله ما يعنى المشركين في زماننا بلفظ السيد لأنهم عندهم زمانهم وهذا إلى الآن كثير من الناس يقولون فلان سيد يعني فلان صالح ورجل صالح وأنه يضر وينفع وأنه ينذر له ويتقرب إليه ويطلقون عليه فقط السيادة فقال الشيخ محمد فهؤلاء الذين يطلقون عليهم لفظ السيادة هو معنى لا إله إلا الله فينبغي ضرب الأمثلة من الواقع حتى يتبين الأمر أكثر وأكثر فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها ولا إله إلا الله لها معنى ولها أركان ولها شروط ولها لوازم ولها أدلة لها لوازم مقتضيات ولها أدلة فينبغي معرفة هذه الأشياء الخمسة فالشيء السادس لابد من معرفة حكم لا إله إلا الله وشيئاً سابعاً لابد من معرفة فضل لا إله إلا الله فينبغي معرفة هذه الاشياء السبعة فأما ما يتعلق بمعناها كما تقدم معناها لا معبود يحق إلا الله سبحانه وتعالى أو إفراد الله عز وجل بالعبادة أو إفراده بالإلهية أو إفراده بالتعلق أو إثبات