الصفحة 38 من 136

والمميت نقول هذا القول باطل كما تقدم وأن المشركين لو سألتهم من خلقهم ليقولون الله ولو أنهم سألتهم من ينزل من السماء المطر ليقولون الله ولو سألتهم من بيده ملكوت كل شيء ليقولون الله ولئن سألتهم من يرزقهم ومن يحييهم ويميتهم ليقولون الله المشركين كانوا بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت والضار والنافع ومع ذلك هذا ما جعلهم موحدين لأنهم كانوا يجعلون بينهم وبين الله عز وجل وسائط كما تقدم شرحه وكما سوف يأتي بمشيئة الله لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر هم فأنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك وإنما يعنون بالله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد وذكرت في السابق إن مما تميز به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أنه يضرب أمثلة من الواقع حتى يقرب المعنى للناس ويبينه وذكرنا إن هذه هي طريقة القرآن والسنة وأن الله عز وجل يضرب الأمثال للناس فالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله صار على هذه الطريقة وهذا المنهج وهكذا ينبغي الداعي على الله يصير على هذه الطريقة وهذا المنهج وإنما يعنون بالله ما يعنى المشركين في زماننا بلفظ السيد لأنهم عندهم زمانهم وهذا إلى الآن كثير من الناس يقولون فلان سيد يعني فلان صالح ورجل صالح وأنه يضر وينفع وأنه ينذر له ويتقرب إليه ويطلقون عليه فقط السيادة فقال الشيخ محمد فهؤلاء الذين يطلقون عليهم لفظ السيادة هو معنى لا إله إلا الله فينبغي ضرب الأمثلة من الواقع حتى يتبين الأمر أكثر وأكثر فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها ولا إله إلا الله لها معنى ولها أركان ولها شروط ولها لوازم ولها أدلة لها لوازم مقتضيات ولها أدلة فينبغي معرفة هذه الأشياء الخمسة فالشيء السادس لابد من معرفة حكم لا إله إلا الله وشيئاً سابعاً لابد من معرفة فضل لا إله إلا الله فينبغي معرفة هذه الاشياء السبعة فأما ما يتعلق بمعناها كما تقدم معناها لا معبود يحق إلا الله سبحانه وتعالى أو إفراد الله عز وجل بالعبادة أو إفراده بالإلهية أو إفراده بالتعلق أو إثبات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام