الصفحة 27 من 136

الصالحين فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم بالمناسبة أن العرب في الجاهلية كانوا يقولون نحن على دين إبراهيم ما كانوا يقولون نحن لسنا على دين لا يقولون نحن على دين إبراهيم ننتمي لإبراهيم وهذا سوف يفيدنا أيضاً في الرد على المشركين في هذا الزمان الذين يقولون نحن مسلمين ونشهد أن لا إله إلا الله بخلاف أهل الجاهلية أهل الجاهلية ما كانوا ينتسبون إلى الإسلام نقول لا كذبتم أهل الجاهلية كانوا ينتسبون إلى دين إبراهيم عليه السلام الذي أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يتبع ملته أبداً ما كانوا يقولون نحن لسنا على دين وإنما كانوا يقولون نحن على دين إبراهيم حتى جاءهم ابن الحيفة غير لهم دين إبراهيم فلذلك المصنف عبر بعبارة دقيقة فقال: يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم وهذا في القرآن (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً) ويخبرهم أن هذا التقرب والإعتقاد محض حق لله لا (يسطح) منه شيء لا الملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلاً عن غيرهما وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو ولا يحيي إلا هو ولا يميت إلا هو ولا يدبر الأمر إلا هو وأن جميع السماوات ومن فيهن والأراضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فقرأ قوله تعالى (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فيسقولون لله فقل أفلا تتقون) وقوله (قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكون كل شيء) ملكوت مبالغة في الملك (وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون) وغير ذلك من الآيات فانظر إلى طريقة القرآن الله عز وجل أقام عليهم الحجة بأن ذكر لهم شيء هم يقرون به ولا ينكرونه كما تقدم في قوله تعالى (ياأيها الناس اعبدوا ربكم) قال: فإذا تحققن أنهم مقرون بهذا ولم يدخلهم في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام