التوحيد فكل قرارهم بما تقدم ما أدخلهم في الإسلام والتوحيد لأنهم كانوا يجعلون بينهم وبين الله عز وجل وسائط الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركين في زماننا الإعتقاد طبعاً الغالب على المشركين في الجاهلية ومن أنني يعدهم هو كما تقدم الإشراك في الألوهية لكن لا يعني أنهم لا شركون في الربوبية بل يقع منهم أحياناً الشرك في الربوبية ومن ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد أن الرسول عليه الصلاة والسلام في صبيحة ليلة نزل فيها المطر قال بعد أن إنتهى من صلاة الفجر قال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا ماذا قال: قال فليصبح من عبادي مؤمن به وكافر فأما الذي قال: مطرنا بنوع كذا وكذا فهذا كافر بن مؤمن بالكواكب وهذا شرك في الربوبية وهؤلاء على قسمين وإما أن يعتقدوا بأن الكواكب تستقل في إنزال المطر فبهذا تشرك أكبر من جانب الربوبية وإما من يعتقد أن الكواكب سبب وهذا شرك أصغر في جانب الربوبية إذا اعتقد أن الكواكب مجرد سبب وأن الذي ينزل المطر هو الله هذا شرك أصغر في جانب الربوبية وأما إذا اعتقدوا أنها هي التي تستقل فهذا شرك أكبر في جانب الربوبية كما هو معلوم فهذا فيه دليل على أنهم كانوا يشركون في جانب الربوبية وكذلك أيضاً من ذلك تعليق التمائم والخرز وحلقات الصفر والأوتار وما تشابه ذلك كل هذا من باب الشرك في جانب الربوبية أمن يعتقد بأنها تستقل في منع الضر الذي نزل بالعبد فهذا شرك أكبر من جانب الربوبية وإمن يعتقد أنها سبب فهذا شرك أصغر في جانب الربوبية وكان أيضاً هذا واقع فيهم فهم كانوا يشركون أيضاً أحياناً في جانب الربوبية لكن في غالب إشراكهم في جانب الإلاهية وما يتعلق بأفعال الله الكبرى أنهم كانوا يقرون بها وأن الله هو الخالق والرازق والمحيي والمميت وإلى آخره لكن في بعض جوانب الربوبية كانوا يشركون فيها.