يقدر عليه وهو موجود حاضر كما قال الله تعالى في قصة موسى (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الكرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق فإن يستغيث الإنسان بأصحابه أو بجماعته في الحرب فهذا مشروع لأن هذا الأمر في وسع الناس ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عن قبور الأولياء أو في غيرهم في الأشياء الذي لا يقدر عليها إلا الله عز وجل كما تقدم فالإستغاثة بهم في دفع الضر وجلب النفع ودخول الجنة والنجاة من النار وما شابه ذلك ومن ذلك كما قال البوصيري قال: يااكرم الخلق مالي ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم فهذه استغاثة شركية شرك أكبر والعياذ بالله فاستغاث بالرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاته في شيء لا يقدر عليه وأمر ثالث كما تقدم وهو لم يذكر الله عز وجل قال: يااكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك ما في أحد سواك إلا أنت أين الله سبحانه وتعالى فهذا هو الذي انكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكما قال تعالى (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالهم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) عباد أمثالكم فيما لا يقدرون عليه فهم عباد أمثالكم فكيف تستغيثون بهم وتدعونهم في شيء لا يقدرون عليه وهم مثلكم في البشرية وإنما عليكم إلا أن تدعوا الله عز وجل خالق الناس إذا ثبت ذلك فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف وهذا جائز في الدنيا والآخرة فهذا أمر جائز وهذا أيضاً هو من المقام المحمود الذي وعد الله عز وجل به رسوله صلى الله عليه وسلم (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا) وهو الشفاعة للناس في محاسبتهم في الموقف الأكبر وذلك أن رجل صالح حتى يجالسك ويسمع كلامك يقول له ادعوا الله لي كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته فعندما يأتي شخص إلى رجل صالح حي فيقول له ادع الله لي فهذا أمر مشروع وكان الصحابة يطلبون هذا من الرسول صلى الله عليه وسلم وكما فعل هذا