حديث الشفاعة من جهتين الجهة الأولى أن هؤلاء الأنبياء أحياء قد أحياهم الله عز وجل كما أحيا باقي الناس هذا في يوم القيامة الله عز وجل يحيي الجميع ثاني أنما استغاثوا الناس بالأنبياء في وسع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فعله وهو أن يشفعوا لهم عند الله لم يطلبوا منهم أن يدخلونهم إلى الجنة ويمنعونهم مثلاً الدخول إلى النار لا لأن هذا ليس بوسع العباد وإنما طلبوا منهم أن يشفعوا لهم عند ربهم عز وجل وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يشفع لهم عند الله عز وجل وان يدعوا لهم الله سبحانه وتعالى كما في حديث أنس الذي في البخاري في قصة الأعرابي الذي طلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يستسقى لهم الله فرفع الرسول عليه الصلاة والسلام يديه ودعا الله عز وجل بأن يسقيهم وكما أيضاً في صحيح البخاري في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام رمادة عندما قال وهو يخاطب الله عز وجل يدعوه انا كنا نتوسل بنبينا فتسقينا وأنا نتوسل إليك بعم نبينا قم ياعباس فادعو الله لنا فكانوا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو الله لهم فقام ودعا الله عز وجل بأن يسقيهم فهنا توسل بدعاء من طلبوا منهم أن يستسقوا لهم الله فالشاهد من هذا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ان كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا أن نتوسل إليك بدعاءه فالله عز وجل يستجيب لرسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هذه ليست حجة الذي احتجوا بها وهي ما يتعلق بحديث الشفاعة فنقول ان هؤلاء الأنبياء أحياء وهم موجودين واستغاثوا بهم في ما يقدرون عليه وهو أن يشفعوا لهم عند الله سبحانه وتعالى فأين هذا من دعاء الأموات فيما لا يقدر عليه إلا الله وأين هذا من الإستعاذة بالأموات بعد مماتهم فيما لا يقدر عليه غلا الله عز وجل فشتان ما بين هذا وهذا وتبين الفرق بين هذا وهذا فمن خلط بينهما لا شك أنه خلط بين حقاً وباطل والجواب نقول سبحان من طبع على قلوب أعدائه فإن الإستغاثة بالمخلوقين ما يقرروا عليه لا تكره فهذه استغاثة بالمخلوق فيما