الصفحة 7 من 101

وعلى ضوء هذا عرّف أئمة السلف الإيمان بأنّه قول وعمل: قول القلب واللّسان وعمل القلب والجوارح.

ونقل غير واحد إجماع السلف على ذلك.

قال [1] شيخ الإسلام: و لهذا كان القول: إنّ الإيمان قول و عمل عند أهل السنّة، و من شعائر السنّة، وحكى غير واحد الإجماع على ذلك. انتهى

وهذا التعريف للإيمان كما قال [2] الشيخ سفر الحوالي: هو قول وأصل جامع يعرف به الناس هذا المفهوم في كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم فتواردت أذهان علماء الجماعة وتواطأت أقوالهم و تواترت أخبارهم الحجازي منهم والعراقي والشامي والخرساني والمصري والمغربي ومن كان وراء النهر أو بالأندلس على موجز شاف كاف ليس في التعريفات أوضح ولا أيسر منه مقتبس من الكتاب والسنة وموافق للعقل والفطرة ومترجم لواقع الجيل الأوّل وهو أنّ الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. انتهى

ومن هذا التعريف ومن خلال ما عرفناه نعلم أنّ الإيمان له ركنان: قول وعمل.

قال [3] الإمام ابن القيم: والإيمان له ركنان أحدهما: معرفة ما جاء به الرسول والعلم به. والثاني: تصديقه بالقول والعمل انتهى.

فالإيمان يشمل:

1 -اعتقاد القلب، و هو تصديقه، و إقراره.

2 -إقرار اللسان.

3 -عمل القلب، و هو انقياده، و إرادته، و ما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل، والرجاء، و الخوف، و المحبة.

4 -عمل الجوارج - و اللسان من الجوارح - و العمل يشمل الأفعال و التروك القولية أوالفعلية.

فمن قال أنّ الإيمان قول وعمل و عمل الجوارح شرط كمال [4] فقد أبعد، وقال ما لم يقله السلف.

قال [5] الشيخ ابن باز رحمه الله وقد سئل عمّن يقول: إنّ العمل داخل في الإيمان لكنّه شرط كماله فأجاب: لا، لا ماهو بشرط كمال هو جزء من الإيمان، هذا قول المرجئة. إنتهى

(1) - كتاب الإيمان لشيخ الإسلام {292}

(2) - ظاهرة الإرجاء {130/ 131} ، وانظر كتاب الإيمان لشيخ الإسلام {293/ 295}

(3) - مفتاح دار السعادة {1/ 154}

(4) - أنظر فتح الباري {1/ 36}

(5) - من مجلة المشكاة العدد الثاني صفحة {297}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام