شكري مصطفى) واضحةً، أراد أن يحقق هدفه من خلال خطة الطاغوت، فأصطاده الطاغوت في شباكه، و ذلك جزاء من لم يعرف الموقف الرباني للحركة الإسلامية )) و كانت هذه الصفقة السوداء الملوثة بين هؤلاء و بين أمن الطاغوت، ثم تكررت التجربة مرةً أخرى في بدايات القرن الجديد مع أحد رؤوس هذا التيار المدعو حلمي هاشم شاكر نعم الله و عقدت الصفقة من جديدٍ لنفس الغرض ألا و هو جذب الشباب المسلم الخارج من الجاهلية و الباحث عن دين الله و دعوته إلى الانضمام لهذه التيارات الإنبطاحية النظرية التكفيرية و إبعاده وصده عن الجماعات الجهادية التي تقف في صف المواجهة مع الطاغوت و أسياده في الغرب الصليبي و عن ذلك قال عبد المنعم منيب [1] : (( و على كل حالٍ فلم ينحصر دور حلمي هاشم(شاكر نعم الله) في صياغة و نشر فكر شوقي الشيخ الذي مات دون أن يراه حلمي و لو مرةً واحدةً، ولكن كان لحلمي بصمة هامة في هذا التيار و هو تكوينه مجموعات عديدة تابعةً له شخصياً نبذت لفترةٍ طويلةٍ مسلك حمل السلاح و أقنع حلمي الأجهزة الأمنية بأن منظمته لا تنوى حمل السلاح بعكس منظمة الشوقيين و بالتالي أفسحت الأجهزة الأمنية له مجال الدعوة و امتنعت عن اعتقال أتباعه بل كلما تم اعتقال أحد أتباعه على سبيل الخطأ سرعان ما يتم الإفراج عنه بمجرد ثبوت تبعيته لحلمي هاشم، و قد استغل حلمي هاشم عنف الشوقيين البالغ الحدة ليوصل للأجهزة الأمنية رسالةً مفادها أنه من المهم وجود التيار الذي يمثله كي يحتوى الشباب و يمنعهم من الانضمام للشوقيين وكي يستقطب ما يمكنه من المجموعات التابعة له ))ص 99.
ومن المتوقع أن تكرر أجهزة أمن الطاغوت في البلاد العربية بل والأجنبية أيضاً دعمها لتلك الجماعات للظهور على الساحة وجذب ودعوة الملتزمين حديثاً و استقطابهم لتلك الجماعات التي تنبذ المواجهة مع طاغوت العصر الحديث المتمثل في الغرب الصليبي و ذيوله من الحكام المرتدين و من وقف فيصفهم.
إن المجاهدين جزء من هذه الأمة الإسلامية ليس حزبا منفصلا عنها بل هم أمة من الأمة يدينون لها بالولاء في لله والنصرة فهم من تولوا الدفاع عنها منذ أن سقطت دولة الخلافة إلى
(1) عبد المنعم منيب: فى كتاب (خريطة الحركات الإسلامية فى مصر)