الصفحة 19 من 21

مواجهة الطواغيت في ديار المسلمين، فكانت استفادة الطواغيت من هذا التيار من ناحيتين:

الأولى: وصم المجاهدين بتهمة التكفير و العمل على إزالة الحاجز الفاصل بين أهل الغلو و أهل الجهاد لكي تشوه صورة المجاهدين و تنفر منهم الأمة وتقطع صلتهم بها.

والثانية: وهي الأخطر إعطاء فرصةٍ لهذا التيار في الظهور على ساحة العمل الإسلامي لجذب الشباب إلى هذا الفكر الانعزالي الإنبطاحي التكفيري النظري و إبعاد الشباب عن صف الجهاد و المجاهدين والمواجهة مع الصراع العالمي بين الطواغيت و أسيادهم في الغرب الصليبي من جهةٍ و الأمة الإسلامية و المجاهدين من جهةٍ أخرى، و ظهر ذلك جلياً في سبعينيات و ثمانينات من هذا القرن المنصرم في مصر و غيرها من خلال ما يسمى بجماعة التكفير و الهجرة فعقدت الصفقة بين أجهزة الأمن ورؤوس الجماعة على أعطاء مساحةٍ من أمن الطاغوت إلى هذه الجماعة للظهور على الساحة بغرض جذب الشباب إليهم و إبعادهم عن الحركات الجهادية وعن ذلك يقول أ / عبد الرحمن أبو الخير [1] في سياق حديثه عن مؤسسها شكري مصطفى:

(( لقد بنى حركته على أساس مبدأٍ حركي فاسدٍ هو العمل من خلال خطة العدو و هو مبدأ سياسي وظف الجماعة لمصلحة الطاغوت من حيث لا يدرى إمامها و لا أفرادها فلقى الجميع الضربة القاصمة ) ).

ويقول أنه اجتمع مع عدد من أعضاء التنظيم و منهم أبو عبد الله (ماهر بكرى) الرجل الثاني في التنظيم وحدثه بكري قائلاً: (( لقد عرضت الحكومة على الجماعة رغبتها في أن تتعاون معها على أساس أن جماعتنا تصرف الشباب عن المناهج الإنقلابية وتدعو إلى الهجرة ) ).

و مضى بكري في حديثه قائلاً (( إنهم يتعاونون معنا مقابل صرف الشباب عن الإنقلابات فالحكومة قدمت هذا العرض و هي تعلم تماماً أن منهجنا لا يتصادم مع خطتها حالياً، فهو منهج هجرةٍ و يصرف الشباب عن التجمعات ذات المناهج الإنقلابية شأن تنظيم الفنية العسكرية ) )و يعلق عبد الرحمن أبو الخير تعليقاً مريراً (( لقد كانت مصارحة أبى سعد (

(1) أ / عبد الرحمن أبو الخير العضو السابق فى الجماعه فى كتابه (ذكرياتى مع جماعة المسلمين)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام