الصفحة 18 من 21

و القول بأنهم ظاهرون لا يستلزم أنهم لا يصابون - في مرحلة من المراحل - بخسائرٍ ويمنون بهزائم .. بما كسبت أيدي بعضهم .. أو لابتلاءٍ يريده الله .. يُمحص به النفوس والصفوف .. فهذا وارد حتى للطائفة المنصورة الأولى .. الذين نزل فيهم قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} آل عمران: 172. وقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} آل عمران: 16. فسنة الله قضت أن يكون القتال سجال، مرة لك ومرة عليك .. والعاقبة للمتقين.

وعدم الظهور - في مرحلة من المراحل - أو في زمن من الأزمان أو في مكان ما لايعني عمومه .. يعتبر بالنسبة لتاريخ الطائفة المنصورة المديد، ومضة سريعة سرعان ما تنكشف وتنجلي، وأمراً شاذاً وطارئاً وليس أصلاً!.

ونصر وظهور المجاهدين أيضاً يتمثل في ثباتهم على طريق الجهاد رغم ما يصيبهم من نصبٍ وشدةٍ وما يعرض لهم من تثبيطٍ وخذلانٍ يقول الله تعالى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} ، فمن ثبت على طريق الجهاد واستمر بأداء هذه الشعيرة وأصبح من أهل هذه الآية يعد منتصراً حقاً، ومن صور النصر أن يتخذ الله من عباده شهداء، قال تعالى {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} ، فكل عبد يعمل ويكدح لله تعالى إنما ذلك من أجل أن يدخل الجنة، والجهاد هو أقرب الطرق إلى الجنة، والشهادة هي أعظم انتصارٍ لازمٍ يحققه المجاهدين.

ولله الحمد على ظهور المجاهدين الذين أقاموا الإمارات الإسلامية في القوقاز والعراق وأفغانستان والصومال فهم الذين أقلقوا مضاجع الغرب الصليبي و وضعوا أنفه في التراب و أذلوه بإذن الله (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) .

الأيادي الملوثة:

استفاد الطواغيت من هذا التيار استفادةً كبيرةً لعرقلة الحركة الجهادية العالمية الصاعدة، فهذا التيار هو تيار نظري فكرى انبطاحي لا يواجه و لا يخطط للمواجهة إنما هو غايته الاعتزال و التكفير و انتظار الساعة تاركاً خلف ظهره الصراع بين أمة الإسلام و الصليبية العالمية و

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام