وقال ابن حبان: (بابٌ؛ دوام الجهاد) .
وقال أبو داود: (بابٌ؛ في دوام الجهاد) .
وقال الصنعاني رحمه الله: (فإن قتال العدو مستمرٌ إلى يوم القيامة) ، ومن لوازم هذه الطائفة القتال على أمر الله).
ولهؤلاء الغلاة و لغيرهم شبة و هي أن الطائفة المنصورة يكتب لها دائماً الغلبة و النصر كما قال كبيرهم أبو مريم الكويتي (( فدعوى القتال من أجل إقامة حكم الله فهذه دعوى عريضة يعلمها القاصي و الداني فلم نراكم جاهدتم الطواغيت و لا أعددتم العدة حتى من قاتل بعض الطواغيت منكم باء بالفشل و التشريد و الطرد و السجن على أيدي أكفر خلق الله على وجه هذه البسيطة و لو كنتم حقيقةً تريدون نصر الله ويعلم الله من قلوبكم نصرة دين الله واتباع سبيل الأنبياء في نصرة دين الله لنصركم الله {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقداكم} محمد 7، {كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوى عزيز} المجادلة 21.
فالله تعالى كتب الغلبة للمؤمنين فلما لم يتغلب أدعياء الجهاد؟ بل الكفار متغلبون عليهم، دل إما أنهم ليسوا مؤمنين أو أنهم خالفوا سبيل المؤمنين في الجهاد و القتال، و الحق أنهم جمعوا بين الأمريين بين عدم تحقيق الإسلام بعدم براءتهم من الطواغيت و المشركين و بين مخالفتهم سبيل المؤمنين في القتال )) ص62: 63، وهذه الشبه جاءتهم لأنهم لم يعرفوا حقيقة النصر و معانيه فنقول وبالله التوفيق: لو أمعنت النظر، ودققت الفهم .. وتحريت ببصيرةٍ ما يجري على الساحة .. لأدركت أن للطائفة المنصورة ظهوراً وحضوراً لا يمكن نكرانه أو تجاهله .. إلى أن تقوم الساعة.
ونقول لك مصارحين قد كذبك فهمك وبصرك .. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر عنهم من أنهم ظاهرون منصورون .. وعلى مر العصور إلى أن تقوم الساعة.
و أن ظهورهم على الناس لا يُعدم، ولكن الذي يمكن أن يحصل أن ظهورهم قد تتضاءل ساحته واتساعه .. في مرحلة من المراحل - بحكم الغربة التي يعانون منها - حتى يظن البعض أنهم غير موجودين مطلقاً، والحقيقة تكون خلاف ذلك. كما أن للنصر صوره.