مشاركه علماء الضلال و مشايخ السوء سواء التي تمثل النظم العلمانية أو حركات تدعى العمل للإسلام وتعطى الشرعية للنظم العلمانية مع سلب الشرعية عن المجاهدين، و إلصاق الكثير من التهم بهم ومن بينها هذه التهمة لفصلهم عن جماهير المسلمين و قطع الصلة بينهم وبين الأمة الإسلامية.
وفي هذا البحث لا نناقش الفوارق العقدية بين أهل الجهاد و أهل الغلو، فمنهج المجاهدين معروف بفضل الله للقاصي و الداني و التأصيلات العقدية لهم منتشرة على الشبكة، وهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية و معتقدها بفضل الله أبعد ما يكون عن منهج الغلاة و الخوارج الجدد، و إنما نناقش هنا بيان موقف هؤلاء الغلاة من الجهاد ومن الطائفة المنصورة ليتبين للجميع كذب إدعاءات أعداء الإسلام ومن يمضى في ركبهم من أهل الباطل.
يقول الشيخ الفاضل / عبد المجيد الشاذلى [1] : (الطرف الثاني: يقولون بأن الوجود الشرعي و التاريخي للأمة قد انقطع و أن الناس في هذه المجتمعات كفاراً جميعاً إلا هم أو من هو قريب منهم، و أنهم كاليهود و النصارى بلا فرق، بل اليهود و النصارى أقرب إليهم بصفتهم أهل كتاب، و الناس مشركون أو مرتدون، و المشرك أسوأ من الكافر، و المرتد أسوأ من الكافر الأصلي.
و لابد من إعادة الدعوة من جديد كما لو كان نبياً جديداً بعث، و أن أمة الإجابة لهذه الدعوة هي التي يهمهم أوضاعها و مشاكلها حيثما كانت، و أما غير ذلك من المجتمعات المنتسبة إلى الإسلام و طغيان اليهود و النصارى عليهم فلا تهمهم في شيء باعتبار الصراعات كلها بين أطراف كافرة من غالب و مغلوب و كلهم أمة لا شأن لهم بهم إلا أن يدعو الجميع لدين الإسلام.
و ليس بينهم و بين الاستعمار الصهيوني أو الصليبي عداء، و الأمر عندهم بدء محض، طويت فيه صفحة الصراعات مع أعداء هذا الدين التي استمرت أربعة عشر قرناً باعتبار أن هذا الدين نفسه قد طويت صفحته و انتهى أمره و أصدروا شهادة وفاة له و لمجتمعاته و بدايته الجديدة على أيديهم تماثل بدايات الأنبياء مع الناس جميعاً لا يبدأون أحداً بعداءٍ و
(1) - ص 366: 367 ج 4 فضيله الشيخ عبد المجيد الشاذلى فى كتاب البلاغ المبين