الصفحة 3 من 21

مشاركه علماء الضلال و مشايخ السوء سواء التي تمثل النظم العلمانية أو حركات تدعى العمل للإسلام وتعطى الشرعية للنظم العلمانية مع سلب الشرعية عن المجاهدين، و إلصاق الكثير من التهم بهم ومن بينها هذه التهمة لفصلهم عن جماهير المسلمين و قطع الصلة بينهم وبين الأمة الإسلامية.

وفي هذا البحث لا نناقش الفوارق العقدية بين أهل الجهاد و أهل الغلو، فمنهج المجاهدين معروف بفضل الله للقاصي و الداني و التأصيلات العقدية لهم منتشرة على الشبكة، وهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية و معتقدها بفضل الله أبعد ما يكون عن منهج الغلاة و الخوارج الجدد، و إنما نناقش هنا بيان موقف هؤلاء الغلاة من الجهاد ومن الطائفة المنصورة ليتبين للجميع كذب إدعاءات أعداء الإسلام ومن يمضى في ركبهم من أهل الباطل.

موقف أهل الغلو من الجهاد في سبيل الله:

يقول الشيخ الفاضل / عبد المجيد الشاذلى [1] : (الطرف الثاني: يقولون بأن الوجود الشرعي و التاريخي للأمة قد انقطع و أن الناس في هذه المجتمعات كفاراً جميعاً إلا هم أو من هو قريب منهم، و أنهم كاليهود و النصارى بلا فرق، بل اليهود و النصارى أقرب إليهم بصفتهم أهل كتاب، و الناس مشركون أو مرتدون، و المشرك أسوأ من الكافر، و المرتد أسوأ من الكافر الأصلي.

و لابد من إعادة الدعوة من جديد كما لو كان نبياً جديداً بعث، و أن أمة الإجابة لهذه الدعوة هي التي يهمهم أوضاعها و مشاكلها حيثما كانت، و أما غير ذلك من المجتمعات المنتسبة إلى الإسلام و طغيان اليهود و النصارى عليهم فلا تهمهم في شيء باعتبار الصراعات كلها بين أطراف كافرة من غالب و مغلوب و كلهم أمة لا شأن لهم بهم إلا أن يدعو الجميع لدين الإسلام.

و ليس بينهم و بين الاستعمار الصهيوني أو الصليبي عداء، و الأمر عندهم بدء محض، طويت فيه صفحة الصراعات مع أعداء هذا الدين التي استمرت أربعة عشر قرناً باعتبار أن هذا الدين نفسه قد طويت صفحته و انتهى أمره و أصدروا شهادة وفاة له و لمجتمعاته و بدايته الجديدة على أيديهم تماثل بدايات الأنبياء مع الناس جميعاً لا يبدأون أحداً بعداءٍ و

(1) - ص 366: 367 ج 4 فضيله الشيخ عبد المجيد الشاذلى فى كتاب البلاغ المبين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام