لأموالها و أعراض حرائرها بدعوى الجهاد عند هؤلاء كما يقول كبيرهم (فالواجب لو تحققت القدرة على الجهاد، جهاد هذه الدور لا الدفاع عنها) و صدق قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم: (يدعون أهل الأوثان ويقتلون أهل القرآن) .
وتراهم لا يتورعون عن تكفير المسلمين و المجاهدين و لكن إذا ذكر الجهاد تراهم يخنثون و يتورعون الورع الكاذب وأنظر ماذا يقول كبيرهم (( فالناس اليوم يستعجلون قيام دولة الإسلام و لاتقوم إلا بتحقق شروطها و انتفاء موانعها و من استعجل الأمر قبل أوانه عوقب بحرمانه ) )وكأنهم حريصون على الأمة و مصالحها بعد أن كفروها و وقفوا لا أقول موقفاً سلبياً إنما موقف في صالح العدو وكأنهم خنجر يطعن ظهور المجاهدين و أمة الإسلام و لو تكلموا هذا الكلام من تحقيق شروط وانتفاء موانع في مسائل التكفير لكان خيراً و أهدى سبيلا.
و مما يبين فساد معتقد القوم في الجهاد و صدهم عن سبيله عقيدتهم في الطائفة المنصورة و متى تظهر، فهم يعتقدون أنها تظهر في آخر الزمان عند نزول عيسى بن مريم عليه السلام و ظهور الدجال و بذلك المعتقد الفاسد يبررون قعودهم عن الجهاد و نصرة المجاهدين بل يجعلون أهل الجهاد أعداءً لهم و إليك طائفة من كلامهم عن الطائفة المنصورة:
قال أبو مريم الكويتى [1] : (( فالشاهد من هذه الأحاديث هو اتفاقها على أن هذه الطائفة تكون في آخر الزمان فعيسى بن مريم عليه السلام ينزل على هذه الطائفة و لا يخالف عالم بأن عيسى ينزل في آخر الزمان و قد ثبت هذا بأحاديث صحيحة ومنها مارواه الترمذي(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَمِّي مُجَمِّعَ ابْنَ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ) فالأحاديث الصحاح تدل على أن الدجال يخرج في آخر الزمان و يقتله عيسى بن مريم عليه السلام إذا نزل.
و كل هذا يدل على أن هذه الطائفة تكون في آخر الزمان ينزل عليها عيسى عليه السلام و يصلي أمير هذه الطائفة بعيسى بن مريم عليه السلام و تقاتل هذه الطائفة الدجال و طائفته و يقاتل معها عيسى بن مريم حتى يقتل عيسى عليه السلام الدجال بباب لدٍ و عندها يقول
(1) أبو مريم الكويتى (فى بحث الطائفة المنصورة)