وهذا عكس ما عرفه تاريخ الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - وتاريخ هذا الدين على ممر الأجيال )) .
ويقول الشهيد الشيخ عبد الله عزام: (( فقد اتفق المفسرون والمحدثون والفقهاء والأصوليون على أنه إذا دخل العدو أرضاً إسلاميةً أو كانت في يوم من الأيام داراًً للإسلام، فإنه يجب على أهل تلك البلدة أن يخرجوا لملاقاة العدو، فإن قعدوا أو قصروا أو تكاسلوا أو لم يكفوا توسع فرض العين على من يليهم، فإن قصروا أو قعدوا فعلى من يليهم، وثم ... وثم ... حتى يعم فرض العين الأرض كلها، ولا يسع(يمكن) أحداً تركه كالصلاة والصيام بحيث يخرج الولد دون إذن والده والمدين دون إذن دائنه والمرأة دون إذن زوجها والعبد دون إذن سيده، ويبقى فرض العين مستمراً حتى تطهر البلاد من رجس الكفار فكل من ترك الجهاد اليوم فهو تارك لفريضةٍ كالمفطر في رمضان بدون عذرٍ أو كالغني الذي يمنع زكاة ماله، بل تارك الجهاد أشد )).
أنظر كلام المجاهدين و علماء أهل السنة ثم أنظر كلام هؤلاء الغلاة لتعرف أنهم أصحاب عقيدة نظريةٍ باطلةٍ وليست إلا وهم قعيد أقعدهم في دائرة الذل تحت هيمنة نظامٍ كفريٍ علماني يحكم فيهم بحكمه فيأتمرون بأمره شاءوا أم أبوا بدلاً من القيام بالدعوة والجهاد لتحكيم شرع الله وليخرجوا من مظلة الجاهلية إلى مظلة الإسلام، فليس لهم نصيب من المواجهة مع قوى الشر العالمية الصهيوصليبية و إنما هم عائق من عوائق الانطلاقة الكبرى لأهل الجهاد و إنما يكون جهادهم ضد الموحدين الذين كفروهم بالظن و البهتان وأنظر إلى قول المدعو أبى مريم الكويتي (( فإنزال نصوص الكتاب و السنة و إجماع أهل العلم في وجوب الدفع عن هذه الديار إنزال في غير محله بل الواجب خلاف هذا الحكم فالواجب لو تحققت القدرة على الجهاد، جهاد هذه الدور لا الدفاع عنها ) )ص 12: 13.
فهو لا يقول بجهاد الدفع أصلاً و لا حتى دفع الصائل و إن جاهدوا فإنهم سيجاهدون أمة الإسلام لا الغرب الصليبي و أتباعه (فالواجب لو تحققت القدرة على الجهاد، جهاد هذه الدور لا الدفاع عنها) بل و ينفى وجود القدرة مطلقا على الجهاد {و لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدةً و لكن كره الله انبعاثهم فثبطهم و قيل اقعدوا مع القاعدين} و لكن هذا التيار المشئوم ليس في صفوف القاعدين فقط و إنما هو يقطع في جسد الأمة باستحلاله