"المغني"لابن قدامة (8/ 347) ، و"شرح النووي" (13/ 9) ، و"روضة الطالبين"للنووي (10/ 214) .
يقول القرطبي (7/ 151) في تفسيره: (( إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار أو بحلوله بالعقر(أصل الدار) فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً، شباباً وشيوخاً، كل على قدر طاقته، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له. ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثر، فإن عجز أهل تلك البلدة حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم.
وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكن غياثهم لزمه أيضاً الخروج إليهم فالمسلمون كلهم يد على من سواهم، حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتلها سقط الفرض عن الآخرين. ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروج إليه، حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ولا خلاف في هذا )) .
ويقول الشيخ أبو مصعب السوري فك الله أسره [1] : (( ليس الصائل مجرد باغ أو قاطع طرق، أو فئة محدودة، إنه نظام عالمي جديد، إنها هجمة اليهود المحتلين لبلاد الشام في فلسطين وما حولها، والساعين لاحتلال كامل للعالم العربي والإسلامي من خلال برامج التطبيع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بل والأمني والعسكري في كامل المنطقة.
إنها هجمة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلفاؤهم في حلف الناتو مع روسيا في وسط آسيا على كافة بلاد الإسلام ولا سيما في عقر دارهم ومكان مقدساتهم وثرواتهم النفطية وغيرها. ))
ويقول شهيد الإسلام الشيخ سيد قطب رحمه الله: (( وقيام مملكة الله في الأرض، وإزالة مملكة البشر، وانتزاع السلطان من أيدي مغتصبيه من العباد ورده إلى الله وحده. . وسيادة الشريعة الإلهية وحدها وإلغاء القوانين البشرية. . كل أولئك لا يتم بمجرد التبليغ والبيان، لأن المتسلطين على رقاب العباد، والمغتصبين لسلطان الله في الأرض، لا يسلمون في سلطانهم بمجرد التبليغ والبيان، وإلا فما كان أيسر عمل الرسل في إقرار دين الله في الأرض!
(1) الشيخ أبو مصعب السوري فك الله أسره في كتابه"مسؤولية أهل اليمن"