الإسلام و أعراض المسلمات الطاهرات، فهم وقود المعارك والشعلة التي تضيء للأمة طريقها والكتيبة المتقدمة في الذود عن الإسلام والمسلمين وهم من يضحون بالغالي و النفيس من أجل إعلاء راية لا إله إلا الله ولإحياء الأمة لتقوم بدورها الحضاري من جديد.
بالرغم من أن جماعات التكفير كفرت جماهير المسلمين وعلمائهم وقادة صحوتهم ودعاتهم لأنهم خالفوهم في الطريقة وتوسعت عملية التكفير حتى شملت الأمة والدعاة والعلماء لأنهم لم يوافقوهم على ما هم عليه من تكفير لكل من كفروه من جميع الأمم الموجودة على الأرض، وهو الأصل الباطل وأساس انطلاقهم حتى كفروا كل الأرض ومن عليها فكانوا كالنار التي تحرق كل شيء حتى إذا لم يجدوا شيئا أخذوا في حرق أنفسهم فيكفر البعض منهم البعض الآخر حتى ترى كل واحدٍ منهم يصلى وحده على أنه الحق وحده وهو الأمة وحده وهو كل شيء فصار لكل واحد منهم إسلاماً يخصه فتعساً لضلالاتٍ وحماقاتٍ تصل بصاحبها إلى ما هو أبعد من الجنون. إلا أن الغريب في الأمر أنهم لم يجاهدوا طواغيت الحكم ولا الصليبية والصهيونية العالمية بزعم أنه لا بد أن تتميز الصفوف بينهم وبين الأمة وهم لا يشغلهم إلا تكفير الأمة والبراءة منها واعتزالها ثم يكون الجهاد المفترض ضد الأمة أولاً لتحقيق المفاصلة وهذا في الحقيقة ضرب من الخيال والتيه وهروب من الواقع ومن المواجهة لأن دعوتهم في الأساس الانشغال بالتكفير لا بالدعوة كما أنهم يشترطون أن تكون الأمة أو غالبها معهم حتى يجاهدوا كيف ومهمتهم هي التكفير وهي شغلهم الشاغل كما أن الذي يقوم بالبيان والمواجهة هم الطائفة المكونة من صفوة المجتمع لا كل المجتمع أو غالبه والتي تتحمل عبء الدعوة والجهاد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ثم يتبعهم باقي الأفراد بعد ذلك.
و هذا هو موقفهم من الجهاد في كتبهم:
يقول سالم بن حمود الخالدي [1] : (أما قول الفقهاء إذا دهم العدو ديار الإسلام:(وجب وجوب عينٍ الدفع عنها) . فقد بينا فيما سبق أن جهاد الدفع هو أول ما فرض من نوعي الجهاد، وقد بينا سبب فرضه، وإذا انتفى السبب انتفى المسبب، وكلام الفقهاء أيضاً نازل
(1) سالم بن حمود الخالدى فى كتابه (معارضة الأوغاد فى دعواهم جواز الجهاد)