الشجر و الحجر أي بعد مقتل الدجال كما في الحديث الصحيح (عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِئ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ) .

قال سالم بن حمود الخالدي [1] : (( واحتجوا أيضاً بحديث الطائفة المنصورة وحسبوا أنهم على شيء، ولم يشعروا أنهم أعلنوا إفلاسهم من العلم والتحقيق، ومن المعرفة بلسان العرب، فقالوا: إن النبي قال:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون .. ) . فهذا يدل على الاستمرار والبقاء وأنه لا يذهب زمان إلا ولا بد أن في أمة محمدٍ من يقاتل أعداء الله. نقول: الآن ينكشف تلاعبكم بالدين وبأحاديث سيد الأولين حتى أن المنصف منكم لو وقف على ما نورده لتمنى لو لم يكن له لسان أو لو أنه قطع ولم يفتري على نبي الله. والآن يعلمون أنهم هم الطائفة المخذولة، وأن الطائفة المنصورة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور فيمتلئ العالم بأسره بالفرح والسرور، وأن هذا الأمر حق وأنهم هم الأحرى بالأماني والغرور )).

هذا هو معتقد القوم في الطائفة المنصورة أنها لا وجود لها إلا في أخر الزمان و يسمون المجاهدين بالطائفة المخذولة، خذلهم الله و من معهم و هذا من جهلهم بدين الله أما اعتقاد المجاهدين في الطائفة المنصورة أنها مستمرة وموجودة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة بحيث لا يخلو زمن من وجود أثرٍ لهذه الطائفة، والذي يقرر ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق .. حتى يأتي أمر الله". وفي روايةٍ:"لن يزال قوم، من أمتي ظاهرين على الحق .. حتى يأتيهم أمر الله". وفي روايةٍ:"لن يزال قوم، من أمتي ظاهرين .. حتى يأتيهم أمر الله". وفي روايةٍ:"حتى تقوم الساعة". وفي روايةٍ:"إلى يوم القيامة". وفي روايةٍ:"حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال".

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته"فهذه صيغ كلها تفيد الاستمرارية والبقاء.

وهذا أمر - لا شك أنه - يبعث على الطمأنينة والسرور، ويلقي في النفوس الأمل على أن الخير في هذه الأمة باقٍ ولن يزال، وأن نصر الله وفرجه آتٍ ولو بعد حين .. وأن ظلام الليل

(1) سالم بن حمود الخالدى فى كتابه (معارضة الأوغاد فى دعواهم جواز الجهاد)